بقلم ابراهيم وزيد.
السلطان عبد الحفيظ بن الحسن العلوي ويعرف شعبيا في المغرب باسم مولاي عبد الحفيظ (24 فبراير 1876م- 4 أبريل 1937) كان سلطان المغرب من 1908 حتى 1912 تاريخ فرض الحماية الفرنسية على المغرب، حيث أجبره الفرنسيون على التنازل عن العرش لصالح أخيه يوسف بن الحسن..
ففي أول عدد من النسخة العربية للجريدة الرسمية للمملكة المغربية، الصادرة في 1 فبراير 1913، هيمن على صفحتها الأولى خبر عزل مولاي عبد الحفيظ وتعيين مولاي يوسف سلطانا على المغرب، وذلك تحت عنوان «كيفية نصر الجلالة الشريفة مولاي يوسف أعزه الله». رابطة ذلك «بالانحراف الصحي» للسلطان المخلوع:
«لما كان سيدنا أمير المؤمنين مولانا عبد الحفيظ أحس من نفسه عدم القدرة بمملكة الأمة المغربية لما طرأ عليه من الانحراف الصحي الذي أوجب له لزوم الراحة للمعالجة الذاتية اختار تنازله عن الملك اختيارا منه وذلك بكتاب أصدره معلنا فيه بالتنازل الكلي عن كرسي المملكة للأسباب المشار لها”… من دون أي إشارة إلى أن أهل الحل والعقد كانوا قد نزعوا بيعتهم المشروطة لمولاي عبد الحفيظ الذي أصبحت القبائل تسميه بسلطان النصارى بعد توقيعه على معاهدة الحماية.
لم يتسنى لايغيرملولن أن تفرض نفسها بين قبائل سوس وأن تستقل بذاتها وتخرج عن وصاية القبائل القوية، لكونها قبيلة صغيرة، تلتف حولها قبائل كبرى من كل الاتجاهات: أولاد جرار غربا، مجاط جنوبا وشرقا، تازروالت شرقا.. وهذا الواقع المعقد، فرض على القبيلة أن تنضم الى الجراريين لاتقاء شر القبائل القوية، وفي نفس الوقت اعتبر الجراريون ايغيرملولن امتدادا لمجالهم ولم تتوقف محاولاتهم لضم المنطقة الى نفوذهم، ما جعل المنطقة الجبلية، تعيش تحت جلباب الجراريين سنوات طويلة.. وتكشف الوثائق التاريخية أن بقاء ايغيرملولن تحت سيطرة آل بورحيم، ظل هاجسا لدى الجراريين، الذين طالبوا المخزن المركزي، عدة مرات، بالفصل في قضية ايغيرملولن مع تازروالت لصالحهم، كما ورد في رسالة عبد السلام بن محمد الجراري الى السلطان الحسن الأول وهو ما تمت الاستجابة له بداية القرن العشرين، حيث أقر السلطان المولى عبد الحفيظ بن الحسن بأحقية أولاد جرار في بسط نفوذهم على ايغيرملولن.. ففي عهد السلطان مولي عبد الحفيظ بن الحسن الأول، “استرجع القائد عبد السلام بن محمد بن علي الجراري أهل ايغيرملولن الى إخوانهم أولاد جرار من يد الحسين اوهاشم بعدما تولى القيادة. فقد رفعت القضية الى السلطان وتولى قراءة ظهيره سيدي الحاج الحسين الايفراني في مجمع كبير في ايغيرملولن فجدد السلطان لصاحب الترجمة (عبد السلام بن محمد بن علي) بأمر من سيدنا نصره الله (مولي عبد الحفيظ) ظهير القيادة على أولاد جرار وآيت براييم وآل “الذراع الأبيض” (ايغيرملولن) وتجاجت (فخدة من مجاطة) فسرحه في الحين فرجع لداره مسرورا سالما”..
مراجع:
- السوسي، المعسول، ج: 19 ص: 160
- – محمد مسكيت، “الماء والفلاحة في منطقة سوس خلال فترة الحماية، سهل تيزنيت نموذجا”، رسالة دكتوراة في التاريخ بكلية الآداب بمراكش تحت اشراف الدكتور احمد مهدرها، نوقشت بتاريخ: 15 فبراير2020 ص:53 (أطروحة مرقونة)
- احمد بومزكو، معلمة المغرب، ج: 20 نشر: الجمعية المغربية للتأليف والترجمة والنشر، مطابع سلا، نونبر 2004 ص: 6982.
مناقشة هذا المقال