الخيرات المطرية الأخيرة التي جادت بها السماء ، لا يجب أن تنسينا إشكالية الماء الصالح للشرب التي تعاني منها ساكنة تافراوت رغم الحلول الإرتجالية/ الترقيعية…؛
وهنا نطرح التساؤل التالي على المسؤولين المحليين : ماذا إستفادت مدينة تافراوت من هذا الكم الهائل من المياه الذي يتدفق دون ان تستفيد منه الفرشة المائية بتافراوت ، آملن والنواحي وما هي الإجراءات المتخذة في هذا الصدد من طرف هؤلاء المسؤولين ومن طرف المكتب الوطني للماء لمعالجة هذا الضياع المهول…؟؟؟…
إنه لمن طبيعي جدا ان نطرح هذا النوع من التساؤلات في منطقة ابتليت بطينة من المسؤولين لا يتحركون إلا تحت الإكراه وبفعل ضغط الكوارث وبعينة من المجتمع المدني شغله الشاغل قضية ” كانكا وتالونت ” والتطبيل للمشاريع الفاشلة و الترويج للمخططات الملغومة و المثيرة للجدل من قبيل تزويد تافراوت بالماء من آبار تيغراسن على حساب الفرشة المائية لجماعتي تاسريرت وآفلا إغير…؛
لقد ظلت آذانهم صماء أمام الاستنكارات المتتالية للساكنة والمجتمع المدني وإدانتها لسياستهم الفاشلة في تدبير الماء وتماديهم في السماح باستنزاف الفرشة المائية في ظل نذرة المياه في جهة سوس ماسة بصفة عامة و تجاهلوا الاصوات التي كانت تنادي باقليم تزنيت دائرة تافراوت بضرورة حماية الفرشة المائية ، سواء من الخواص او من المؤسسات الشبه عمومية وبضرورة العمل على إيجاد حل جذري للمعضلة..؛
وعوض الاجتهاد للبحث عن معالجة حقيقية لأزمة الماء بتافراوت ، تفتقت عبقريتهم عن أسهل الحلول وأخطرها على مصالح الساكنة المستقرة بجماعتي تاسريرت وآفلا إغير ….؛
لقد لجؤوا الى مقاربة تحدت كل الاعراف والقوانين وقررت ، في صمت غريب لوكالة الحوض المائي للجهة ، الإتجاه نحو حفر ثقب مائية بمنطقة تيغراسن بجماعة تاسريرت ، في خرق سافر لقانون الماء ودون اية مقاربة تشاركية مع المجتمع المدني او اي اعتبار للامن المائي للساكنة المستقرة ، مع ما يشكله ذلك من تهديد خطير للفرشة المائية لجماعتي تاسريرت وآفلا إغير ، في ظل غياب الدراسات المطلوبة واستبعاد تام للمساطر القانونية والادارية الجاري بها العمل….؛
و اليوم ، لا زالت ساكنة تافراوت تعاني الأمرين للإستفادة من هذه المادة الحيوية ولا زال هؤلاء في ورطة حقيقية بعد ان انكشف امام الجميع جانب من سياساتهم الفاشلة في وضع استرتيجية ناجحة لتدبير عقلاني للفرشة المائية بالمنطقة ، وفضح محدودية نموذجهم التنموي المبني على المهرجانات والتظاهرات الفولكلوربة التي تمارس تدجين الساكنة وتستنزف الفرشة الماءية في أنشطة لا تسمن ولا تغني من جوع….
مناقشة هذا المقال