بقلم رشيد بوقسم من باريس .
علاقة بالجدل الأخير بين لاعب كرة القدم الفرنسي الجزائري كريم بنزيمة ووزير الداخلية، جيرالد دارمانا، يبدو لي أنه يجب على كل فرد أن يكون لديه الحق في التعبير عن آرائه بالطريقة التي يراها مناسبة. ومع ذلك، يجب التأكيد على التأثير القوي للإسلام الراديكال على العديد من اللاعبين الأوروبيين المسلمين، حتى ولو كانوا يعيشون حياة معاصرة ومتقدمة.
لماذا؟ للإجابة على هذا السؤال، يتعين دراسة المسار التعليمي لكل لاعب. معظمهم لم يستفدوا من تعليم أكاديمي. وهذا لا يعني أنهم غير أكفاء، بل يعني أن بعض العائلات تستثمر أكثر في تنمية المؤهلات الرياضية لأطفالها.
فبفضل التزام هذه العائلات بتنمية مهارات أبنائها في مجال الرياضة، أصبحت الفرق الفرنسية اليوم مزيجا ثقافيا حقيقيا. بالنسبة لبعض العائلات المسلمة، قد لا يكون الفن بشكل عام، سواء كان موسيقى أو مسرحا أو رقصا، خيارا جذابا، لأنهم مرتبطون بشكل كبير ببلادهم الأصلية. وغالبا ما تظهر وسائل الإعلام معاناة الفنانين في بلادهم، مما يؤثر على وجهة نظرهم.
مع ظهور الشبكات الاجتماعية، مارس الإسلاميين تأثيرًا كبيرًا على الشعوب. في نظرهم الموسيقى «حرام» تماما مثل السينما وباقي الفنون. هذه المجموعات مؤثرة للغاية على الإنترنت. فخلال الربيع الديمقراطي، تم تدريب شباب الأحزاب الإسلامية على هذه المعركة قبل حلول الربيع.
بالنسبة للأمازيغ، فنحن لا نقول ما بداخلنا، فهناك دائما أشياء لا يمكن الافصاح عنها، حتى الحب لا نعبر عنه لأحبائنا. علاوة على ذلك، وربما نحن الشعب الوحيد الذي يستعمل الكبد بدلا من القلب للتعبير عن الحب. فحين يتعلق الامر بافكار الذباب الاسلامي فالجميع مطالب بمشاركة المحتوى. بل انهم ملزمون بفعل ذالك، كمشاركة الصور أو الرسوم البيانية الدينية كجمعة مباركة وكأن الايام الاخرى “حرام”.
على نحو متزايد، يتجه الشباب المسلم في أوروبا وأمريكا الشمالية ونيوزيلندا نحو الحركات الإسلامية الرديكالية في محاولة لسد الفجوة الثقافية التي تركتها المجتمعات المضيفة. دور الدول التي رسمت الدين الإسلامي في دساتيرها كان كبيرا في تزايد هذا الإشكال الغامض للإسلام الراديكالي في شمال إفريقيا والشرق الأوسط. وفي الوقت نفسه، يجب أن تتعامل البلدان الغربية مع هذه القضية بجدية.
تواجه فرنسا تحديات كبيرة جداً تتعلق بإدماج مواطنيها من أصل أجنبي، وهذا عمل يحتاج إلى وقت وموارد كبيرة. في هذا السياق، يجب أن تعيد فرنسا النظر في نظامها المركزي وتفتح أبوابها أكثر للتنوع وتعليم لغات الأصول لمواطنيها الذين ينحدرون من أصول ثقافية مختلفة مثل الأمازيغ على سبيل المثال. إذا نظرنا إلى مستقبل فرنسا، يجب أن نتوخى الحذر ونعمل بجد للحفاظ على هذا البلد الكبير الذي يستحق الحفاظ عليه بسبب ماضيه الرمزي والفترة النهضوية في تاريخه وكفاحه ضد الظلم.
مناقشة هذا المقال