ابراهيم مرابط استاذ بالسلك الثاني بثانوية المسيرة الخضراء بتيزنيت ومؤسس مركز تعلم اللغات بتيزنيت “سبيك اپ”اطار تربوي راكم مايكفي من التجربة والمعرفة الشي ء الكثير لاعطاء وجهة نظر حول النمودج التعليمي المغربي الحالي والمآل الذي وصل اليه، وهذه مقالة تؤكد وجهة نظره بعد ان احيل على التقاعد والالتزام الحياد والمرضوعية قدر المستطع دون السقوط في الذاتية:
بعد تقاعدي نظرت إلى الوراء،إلى نظامنا التعليمي،نظرت إليه كمراقب و ناقد، وليس و أنا جزء من الآلة، وجدت فواجع!
هل الناجح في نسق تعليمنا، الذكي أو المجتهد؟ المجتهد طبعا!!
و الآخر ضحية! لكن ماذا نعني بالإجتهاد؟
طغت في العشرين سنة الأخيرة أو ما يقارب، فكرة الإمتياز الدراسي عند الأسر وخاصة متوسطة الدخل منها. فدأبت على الإستثمار المادي و الزمني في دراسة أبنائهم و بناتهم. فأصبحنا نرى أشياء لم نكن نعشها و نحن تلاميذ في الماضي. ظاهرة الحصص الإضافية سواء في المراكز أو في البيوت. و خاصة في المواد العلمية. كنت دائما ضد هذه الظاهرة. كنت أشجع على اللغات و ببرامج مغايرة عن ما هو متداول في مؤسساتنا. هذا لكي نفتح الباب على مصراعيه لشبابنا لكي يتطلع إلى العالم الغني و يوظف هذا الغنى في تنمية شخصيته و يساهم في مشروع يعطي معنى لحياته.
أصبحنا ننحت أحلام أطفالنا بدون أن نعي بذلك.ندفعهم إلى أقصى قدراتهم لكي ينالوا أعلى النتائج الدراسية و نحن نعلم أن النظام التعليمي ضيق و مهترئ. نظام مازال يعتمد على الإمتحانات الإشهادية و نسق التنقيط والترقيم. نسق لا يأخذ بعين الإعتبار هؤلاء المختلفون والفنانون أو العباقرة. أو فقط بطيئي الإدراك. Slow Learners.
مازلت أتذكر النظرية البيداغوجية التي كانت الأستاذة الفلسطينية “جميلة” تتحدث عنها في جامعة بوسطن: No Child Left Behind! لا تتجاوز أي طفل!!!
هناك أطفال لا يأبهون للرياضيات إلا أنهم عباقرة في أشياء أخرى. هناك تلاميذ محدودي المحادثة رسبو في مقابلات شفوية إلا أنهم أذكياء و يحبون ذلك الميدان. أين العدل؟؟
أصبحنا نقرصن شباب أبنائنا بأحلام فشلنا في الوصول إليها. و بتنا نحلم لأطفال ناجحين ذكاترة و مهندسين.
هل فكرنا يوما في سعادتهم؟؟
قال الفنان “لينون” يوما: “سألوني عندما كنت صغيرا، ماذا أريد أن أصير. أجبت، مهندسا فضائيا. فإذا سألتني اليوم سأجيب، أريد أن أكون سعيدا”.
اجعلوا سعادة أبنائكم هدفكم.
فكم من ميكانيكي او إسكافي أو طباخ أو صاحب محل يعيش حياة جميلة بعيدة عن ضغط العمل و ينعم بحرية لأنه لا يشتغل تحت إمرة مسؤول؟ تربي طفلا و تدفعه للإمتياز بحصص إضافية، ينال المراتب الأولى، يلتحق بالمدارس العليا، ثم يتخرج و يعمل لذى شركة. بذكائه و جديته. و يصبح مأمورا و أجيرا في الأخير.
تربي طفلك ليحقق أحلام مدير أو مقاول.
ربوا أبنائكم أن يخلقوا فرصا و يعملون لحسابهم. و لا يعملون تحت إمرة أحد.
و السعادة هدفنا الأول و الأخير في الحياة !!!
الآن أعيش تجربة. سافرت عبر تجاربي كأستاذ و كأب. اتخدنا الطريق الخطأ. صدقوني! رأيت تجارب عالمية عدة. عدنا نصنف أبنائنا كأنهم أجزاء آلة عملاقة، جاهزة للإنتاج.
حان وقت المراجعة.
ليلتكم هادئة!
أݣلو ليلا.
مناقشة هذا المقال