ماذا عساي أن أقول عن شخص لم ألتق به قط؟فلم يسبق لي أن صافحته، ولا حضرت درسا من دروسه، ولا نقاشا من نقاشاته، ولا ورشة من ورشاته التكوينية. حين ولجت الجامعة بأكادير سنة 1993، كان المرحوم قد غادر ليصارع المرض وحيدا. لكنني عرفت اسم أبزيكا من خلال ما يتداول في النقاشات بين الجيل المؤسس للجامعة الصيفية ومن خلال كتاباته. فكان اسمه حاضرا بقوة، في التنظيم والتنظير والتأطير، وهو ما تجلى في الدورة الأولى للجامعة الصيفية في غشت من سنة 1980. لقد أطر مداخلة واستقدم ازنزارن وسير اللقاء حول تجربتهم وقدم السهرة الختامية. وبعد سنوات من توقف الجامعة الصيفية، يعود أبزيكا سنة 1988 ليكون نائب رئيس الجمعية، معلنا بشكل صريح انخراطه التام في مشروعها العلمي و الثقافي. بعد 25 سنة سأجد نفسي في نفس الموقع الذي كان فيه أبزيكا، نائب رئيس الجامعة الصيفية، ثم بعد ثلاث سنوات رئيسا، ستنتهي ولايته بالاحتفال بالذكرى الأربعين لتأسيس الجامعة الصيفية (1979-2019). سيكون طعم الإحتفال ناقصا دون حضور اسم محمد أبزيكا، كما سيكون تكريم المرحوم ناقصا دون حضور الجمعية والجامعة، البعدين الأساسيين في شخصية المرحوم أبزيكا. ولذلك كان انخراط جامعة ابن زهر (كلية الاداب والعلوم الانسانية وكلية اللغات والفنون والعلوم الانسانية) في المشروع وتبنيها للفكرة حاسما في تحققه بالمستوى الذي يريده الجميع، كما كان للتنسيق مع مركز مدينتي بأيت ملول، الجمعية التي تسير على درب المشروع الثقافي لأبزيكا، كبير الأثر. وفوق هذا وذاك، كان لانخراط عائلة المرحوم ودعمها تأثير كبير على الجميع.
فشكرا للجميع جامعة وجمعيات ونساء ورجال الاعلام على انخراطهم في انجاح الفكرة ونشر ثقافة الإعتراف.
مناقشة هذا المقال