من أتى موبقة فليستتر من الفضيحة بقلم اليزيد البركة.

بعد تزوير التاريخ المجتمعي المغربي ، وبعد تخريب الكثير من القيم النبيلة للشعب المغربي وبعد اسقاط الضمير المجتمعي في زاوية ميتة ، ها هي الخلايا الصهيونية المندسة في المغرب تحاول تجنيد بعض الأفراد القلائل البؤساء أو الذين فسد سلوكهم أو الذين يجهلون الحقائق ، لكي يربكونا ويجعلوننا نقترف أخطاء فادحة ونظهر بمظهر المتعصبين أو من يرفض حرية التنقل أو ضد حرية التعبير والرأي .
إن طموحنا هو أن يكون عدم التطبيع مع اسرائيل والامتناع عن زيارتها ، نابع من الضمير المجتمعي ومن الضمير الفردي وليس خوفا من القانون أو خوفا من العقاب ، إن تلك الزيارات والعلاقات التجارية الملتوية وراءها أياد صهيونية تعمل ليل نهار، وقد كان المجتمع محصنا في ما مضى ولكنه الآن منخور من الداخل وتوجه له ضربات مميتة من الصهيونية وأذناب الامبريالية، وما علينا إلا أن نناضل بأكثر قوة من أجل نشر القيم النبيلة ومواجهة العدو الحقيقي الذي يستغل الجهل والفقر وسط الشباب .وبهذه المناسبة أريد أن أقدم للشباب المغربي الذي ما يزال يؤمن بالحرية والكرامة والاستقلال بعض الحقائق المختصرة جدا مما قامت به الصهيونية ضد الشعب الفلسطني ومعها الدول الاستعمارية.
الشعب الفلسطيني شعب عريق يعود تاريخه إلى الكنعانيين وهم الذين بنوا القدس قبل 3 آلاف سنة قبل الميلاد لكن لنعد إلى التاريخ الحديث بدون النبش في التاريخ القديم. لقدكان الأتراك هم الذين يحكمون فلسطين عندما طمعت الصهيونية فيها ، ورغم رشوة الحكام الاتراك الذين كانوا يسمحون بالهجرة المنظمة لم يتجاوز عدد اليهود في 1914 نسبة 8 في المئة والعرب من مسيحيين ومسلمين 92 في المئة ومنذ هذا التاريخ تزايدت هجرة اليهود بتخطيط من الصهيونية وعدد من الدول على رأسها آنذاك بريطانيا التي سيطرت على فلسطين بعد الاتراك من 1920 إلى 1948 حيث وصل عدد اليهود مع 1947 نسبة 31 في المئة .
جاء قرار التقسيم للامم المتحدة في نوفمبر 1947وأعطى 55,6 في المئة من أراضي فلسطين للصهيونية و أقل من 45 في المئة للفلسطينيين كما قرر جعل القدس وبيت لحم وحدة اقليمية ذات وضع دولي خاص ، بسكان عددهم 498 ألف من اليهود و497 ألف عربي. في حين خصص للدولة العربية 43,4% من أراضي فلسطين ، بسكان عددهم 725 ألف عربي وعشرة آلاف من اليهود. وخصص للقدس وضواحيها 205 آلاف شخص، منهم مئة ألف من اليهود.. وكان عدد أعضاء الأمم المتحدة إذاك 57 دولة فقط . قبلت الصهيونة التقسيم وأعلنت الدولة ، لكن منحيم بيغن رفضه وهو على رأس عصابات الهاجانا وعمل على نشر الرعب والتقتيل ضد الفلسطينين القاطنين في ألأراضي التي أعطيت لهم وضد الفلسطينيين الذين جعلتهم الخريطة في أراضي الدولة الصهيونية مثل حيفا والناصرة وصفد . …أي497 ألف عربي ، وقد أرتكبت مجازر كبرى وانمحت قرى بالكامل مثل دير ياسين جراء ارهاب تلك العصابات التي كانت وراءها الصهيونية بتواطؤ بريطاني.
في 1967 استولت اسرائيل على كل الأراضي الباقية التي كانت تحت الانتداب الأردني والمصري مع الانهاك الشديد الذي وتراجع المد التحرري العربي واعتبار الحكام العرب القضية الفلسطينية عبئا ثقيلا بدأت المفاوضات السرية وغير السرية حتى اسفرت عن اتفاقية أوسلو
الآن الفلسطينيون يريدون فقط دولة في أراضي حدود 1967 أي السماح في ما احتلته اسرائيل بين 1947 و1966مرورا بأكبر الأراضي في حرب 1948 ، أي يريدون دولة فلسطينية في حدود 22 في المئة من فلسطين الكبرى .
آخر ما تفتقت عنه الامبريالية الأمريكية هي جعل القدس عاصمة لاسرائيل وحذفها من التفاوض وتحقير الديانة الاسلامية بأن تضمن اسرائيل الحفاظ على المقدسات الاسلامية وهي التي ستسهر على الأمن فيها وعلى صيانتها وهي التي ستعطي الإذن لمن يزور ومن لا يزور المقدسات !!
ومن ضمن ما ينتظر الفلسطينيين بعد ما قررته أمريكا هو الضغط لقبول المستوطنات ولقبول التخلي عن حق العودة إذا ما كانت القيادة الفلسطينية لا تريد تجويع قرابة مليون فلسطيني تعيش في المخيمات ، أيوجد ظلم وجبروت أكثر من هذا ؟ الا يستحق هذا الشعب المنكوب كل الدعم والمساندة بل حتى جمع نضالهم مع نضالنا ضد الامبريالية والصهيونية ؟ أليس خساسة ولؤم أن نفقد حسنا التضامني مع المظلومين والمقهورين ونتحول إلى الضفة الأخرى لنؤيد أخطر أشكال الاستعمار الاستيطاني وأبشع أشكال العنصرية ؟