كنزة مغربية .. وولدت هنا بالمستشفى الاقليمي لتيزنيت ..

في تدوينة لها ،عزيزة امصاو مستشارة جماعية ونائب رئيس المجلس الإقليمي لتيزنيت ،علقت على مخلفات أحداث الحريق المؤلم الذي تسبب في وفاة الام وابنتها بالإظافة الى اصابت مهاجرين اخرين باصابات متفاوتة الخطورة والمتواجدين بالمستشفى الإقليمي من العلاج ،وللتذكير فإن هذا الحريق شهده المخيم العشوائي للأفارقة جنوب الصحراء وراء مقهى باريز بتيزنيت .
وكان ردة فعل المستشارة امصاو على الشكل التالي :
“فاجعة بكل المقاييس وخبر جد مؤلم جعل النوم يجفي العيون .. خبر مقتل كنزة وأمها والطريقة الفظيعة التي ماتا بها والتي تقشعر لها الأبدان .. الموت في حريق مهول شب في مخيم لم يكن يوما بمأوى يقيهما وباقي زملائهما لا بردا ولا حرا .. أتذكر تقاسمنا معهم اثناء مشاهدة نهائيات كأس افريقيا لحظات مرح ضد جنوب افريقيا ثم نيجيريا بعدها .. كانت كنزة تلعب هناك مع ابنتي التي اتخذتها صديقة منذ ذاك الحين وتلح علي مرارا لزيارتها .. وأمها غنت ورقصت وهتفت وشجعت فريق بلدها مع المشجعين .. لم يتخيل احد يومها أن تكون نهايتهما بهذا الشكل .. كان كل من تعرفنا عليهم من افارقة تيزنيت طيبون ووحدها الظروف جعلتهم عالقين ها هنا .. وهنا اتساءل إن كانوا مقيمين دائمين فوجب تسوية وضعيتهم وتوفير ظروف عيش كريم لهم .. وإن كانوا عابري سبيل فيجب توفير مركز ايواء لهم يستغلونه الى حين رحيلهم .. كنزة كانت طفلة مغربية المولد .. وكان وجب تسجيلها في المدرسة كسائر الأطفال عوض وقوفها طيلة النهار في إشارة مرور هنا وهناك لتسعى مع امها لقمة العيش في الحر والقر ..
لا لمخيمات العار بعد ما جرى ..
و ليتم التعامل مع هؤلاء جميعا بإنسانية ورحمة ..
فهم أناس مثلنا وبيننا وحرام ألا نلتفت لهم ونحن مسلمون .. مطالبهم كانت بسيطة ذاك اليوم لم تكن أكلا أو شربا ولا حتى مسكنا رغم حاجتهم اليه كان مجرد طلب بالتكوين المهني والحصول على شهادة التكوين لتنفعهم حتى وإن غادروا فحاولت السؤال عن امكانية تلبية طلبهم وهنا اعتذر ل ” شو ” لكون الابواب موصدة ..
هم أسر تكبر بيننا شئنا أو أبينا نعم يسعون وبلباقة فيأخذون ما يعطى لهم ولا يلحون إن لم يعطى لهم .. حين وصلت الى مخيمهم ذاك اليوم لمرافقتهم الى مقر الجمعية حيث سنتفرج جميعا فى مباراة كرة القدم .. طلبوا مني انتظارهم لأنهم بالكاد عادوا من الشوارع وسيستحمون ويغيرون ملابسهم .. تأملت داخل المخيم تلك الخيم البلاستيكية وحاولت التمييز بين مكان نومهم ووضع حاجياتهم ومكان استحمامهم فلم أميزهم .. وتأسفت لتلك الظروف لكنهم خرجوا بعدها يضحكون ويغنون مسرورين رغم يوم شاق من طلب الناس اعطوهم او منعوهم … كانوا منظمين ومتفاهمين رغم بعض الخلافات التي تقع بين الجاليات المختلفة لكن يتم تجاوزها كما حكى لي شو .. ما وقع أمس لم أجد له أي تفسير لأن أي خلاف كانوا يتجاوزونه ولا يصل الى حد إضرام النار ..
رحم الله الطفلة البريئة وماري أمها .. ورزق الصبر لأبيها وشفاه .. رغم أن جراح القلب لن تشفى .. ولحد الآن لم اتمكن من إخبار ابنتي بوفاة كنزة .. بل لم اجد لا الكلمات ولا الجرأة لفعل ذلك ..”.