في هذا الموسم الانتخابي البئيس لا تكاد تجد حزباً لديه برنامج محدد؛ الجميع يحاول بناء حملته على حساب الأحزاب الأخرى واختلطت الشعارات المتشابهة واستعان كل حزب بصفحات نائمة تستيقظ تباعاً لتنشر زلات وجرائم الأحزاب الأخرى في حق المواطنين:
- التصويت لحزب فلان جريمة في حق البلاد والعباد
- الحزب الفلاني باع البلاد
- لمصلحة البلاد والعباد لا تصوتوا لهؤلاء٠٠٠٠
وتعددت طرق الاستهداف والضرب في الأعراض لتحطيم المنافسين.. ولكن !
لا تكاد تجد لدى أي من الأحزاب أكثر من جملتين لبسط برامجها الانتخابية .. صفحات بئيسة تملؤها صور نفس الكراكيز والدمى حتى الصور يستخدمون نفس صور المواسم السابقة ما يجعل المواطن يتساءل : ألا تشيب هده المخلوقات التي تعود كل موسم لإطلاق نفس الوعود الفضاضة الفارغة ؟؟؟
- المرافعة.. الدفاع.. محاربة الفساد..
أشك أن المنتخبين يقرؤون هذه العبارات أساساً أو يفهمونها إن هم تنازلوا واطلعوا عليها
كم هي بئيسة هذه الأحزاب ! لا تنتج شيئا ولا تملك القدرة على الإبداع ! حتى الأحزاب التي تعتبر قوية متجبرة لا قدرة لها على إنتاج مقال واحد !!! ولو بضع جمل تشرح رؤية وخطط الحزب ؟
لا شئ !
في العالم كله تضطلع الأحزاب بمهام تكوين المواطنين وتأطيرهم طوال السنوات السابقة للانتخابات وبالتالي تختار من بين منخرطيها أولئك الدين أبانوا عن القدرة على التخطيط والمناظرة والنقاش والحجاج أما في بلدنا هذا البئيس فتغط الأحزاب في النوم العميق حتى الدقائق الأخيرة للانتخابات فتقوم الدنيا ولا تقعد وتبدأ حرب شعواء من المؤامرات الخسيسة والأساليب الدنيئة لجذب هذا المنتخب و استبعاد ذاك لترهيب هذا المؤثر وترغيب الآخر … يستقطبون رئيس تلك الجمعية ويرشون ذلك الشاب ويبتزون هذا الحاج بفضيحة جنسية من صنعهم … لا يكادون ينامون أو يعقلون ؟؟
ومن الأحزاب من يتبجح بالقوة لقدرته على ملإ جميع الدوائر كدليل على العمل الجاد ! ببعض المال ستملأ حتى قمم الجبال بالكراكيز وليس الدوائر الانتخابية فحسب !
وبعضها يتبجح باستقطاب الشباب لخوض غمار الانتخابات وفعلاً تطالع بعض الوجوه اليانعة ولكنها بالمقابل لا تفقه شيئا في السياسة .. بضعة وجوه وعندما تطالع مراكز صنع القرار تجد ديناصورات انقرضت مثيلاتها منذ أمد بعيد..
ورغم كل هذه الصورة السوداء الگروتيسكية لا يخجل إعلامنا عن تجديد الدعوات للشباب للمشاركة .. ولا يستحي البعض من اتهام من يقاطع هذه المسرحيات الهزلية السيئة الإخراج بالمسؤولية عن سوء الوضع :
- المقاطعون هم من يسمحون لهذا الوضع بالاستمرار.. ويعفي من المسؤولية الأحزاب وأمناءها الخالدين وسماسرة الانتخابات والسلطات المتواطئة والمنتخبين الفاسدين والناخبين المرتشين …إلخ
ويلقي باللوم على مواطن بسيط لا يملك الوقت حتى للذهاب لمكاتب التصويت وحتى لو امتلك الوقت فلن يجد في لوائح المرشحين من يستحق أن يشهد له بالأمانة والكفاءة !!!
ألا يحق لنا أن نقول لكم : حنا مالاعبينش !
مناقشة هذا المقال