يبقلم الصديق عامري
يعتبر النقل المدرسي بإقليم تيزنيت أحد الوسائل التي تمكن التلاميذ والتلميذات من الوصول إلى المؤسسات التربوية والتعليمية بشكل يومي وخاصة في العالم القروي ، فهو عملية مؤثرة في الحياة المدرسية أو العملية التعليمية ككل، كما يعتبر وسيلة لفك العزلة عن أبناء وبنات القرى النائية وتمكينهم من متابعة دراستهم، وبالتالي تقليص نسب الهدر المدرسي بصفة عامة ويحول دون الانقطاع المبكر عن الدراسة.
ويعيد الدخول المدرسي كل سنة بإقليم تيزنيت نموذجا مشاكل النقل المدرسي الى الواجهة، وهذه السنة بنسبة أكبر نظرا لظرفية ارتفاع الأسعار واضرار التي خلفتها أزمة كوفيد 19.
في جماعة اكلو نموذجا يشهد النقل المدرسي “جمعية دار الطالب” عدة اختلالات ومؤاخذات تخص الجمعية المسيرة للنقل المدرسي فهي ممولة من ميزانية الجماعة، وتعاني من التدخلات والاملاءات، وتكليف اشخاص غير مؤهلين لتسيير هذا القطاع الهام، كما تسعى بعض الجمعيات الى الربح المادي بدل التطوع فلا تكتفي بميزانية الجماعة الترابية المخصصة لها فتفرض أداءات متفاوتة على المستفيدين من النقل، ورسومات مبالغ فيها خصوصا على الأسر التي لها 3 ابناء او اكثر، ما يضرب في الصميم عمق الهدف الأسمى لهذه الخدمة المهمة، بحيث يستدعي تخفيف أعباء الاداء على الاسر ليكون النقل مجانيا حيث تصل المسارات الى 40 درهم لمسارات أسبوعية و 50درهم أو 40 درهم لمسارات يومية !! دوار الخنابيب قريب على أنفود فأين المنطق في هاته الأثمنة ؟
نلاحظ تدوارت 100 درهم يوميا الخنابيب 50 درهم يوميا و اكرار 40 أسبوعيا. هل للأمر علاقة بالتمثيلية أثناء اتخاد القرار ام العملية حسابية معتمدة على المسافة و سعر التنقل لكل كلم ؟
صراحة نريد إجابات واضحة كيف تم حساب هاته الواجبات الشهرية لان في الامر غموض ؟؟
ان عدد من الجمعيات التي تدبر هذا القطاع رغم انها تستفيد من تمويلات من الجماعات والمجلس الإقليمي لتسيير محكم وسلس لكن نرى عكس ذلك.
فرغم كل المجهودات المبذولة من أجل زيادة أسطول حافلات النقل المدرسي الا أن القطاع يعاني من عدة اختلالات ويمكن اجمالها بالدرجة الاولى في سوء التسيير، وحلها يتطلب وضع خطة مندمجة بتنسيق مع جميع المتدخلين لوضع سيناريوهات كفيلة بانقاذ القطاع ليؤدي مهامه بمهنية تسمح بتجويد خدماته، من أجل توفير خدمة نقل مدرسي آمن ومجاني يرقى إلى مستوى طموحات المستفيدين.
مناقشة هذا المقال