بقلم ميلود بركي باحث في العلوم السياسية
لعل من بين الأسباب الرئيسية لنهوض الدولة الأمة في الغرب هي بناء الانسان وأول خطوة في طريق هذا البناء هي التعليم لذلك قام الغرب بإعطاء العناية اللازمة للتعليم ولرجال التعليم فكانت النتائج الباهرة التي حققوها لحدود الان، ناهيك عن كم لابأس به من الحريات الفردية والجماعية للمواطن الفرد سواء على المستوى السياسي او الاقتصادي او المدني او الاجتماعي. وهذه النتائج المتقدمة على مستوى الحقوق والحريات لم تأت بين عشية وضحاها بل سالت على اثرها الكثير من الدماء ابان الثورة الفرنسية سنة 1789 عندما كانت الكنيسة تحتكر السلطة الدينية والزمنية وكانت تحكم باسم الله وتبيع صكوك الغفران للمواطنين، وبعد ان يئس المواطنون من سوء التدبير قامت الثورة على يد بورجوازية فتية تحت شعار حرية اخاء ومساواة وبعد سنوات من التطاحن الدموي تحقق النصر للثورة وتحققت المساواة للجميع أمام سيادة القانون فأصبح هذا الأخير أسمى تعبير عن ارادة الامة.
وعود على بدء، كيف السبيل الى تحقيق الديمقراطية الحقة في بلادنا؟ ماهي الخطوات التي يجب اتباعها حتى نصل الى مستوى من الحرية الفردية والجماعية حتى نقول اننا بلادا ديمقراطية؟.
لعل الطريق الى تحقيق الديمقراطية مازال طويلا في بلاد غارقة في المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. فالأحزاب السياسية مازالت هجينة ومبلقنة، ومازالت لم تستطع تحقيق المطالب المشروعة للمواطنين فأغلب السياسيين اليوم هدفهم الاغتناء وليس خدمة الدولة والموطن. كما ان هذا الاخير فقد ثقته في رجل السياسة الذي لا يراه الا في الحملات الانتخابية وبالتالي أصبحنا نلاحظ عزوفا عن السياسة ولا مبالاة وتدمر اتجاه الحياة السياسية المغربية ككل،اما الجانب الاجتماعي فهو يتخبط في مجموعة من المشاكل البنيوية فالمغرب العميق منسي وهناك الكثير من الأسر تتخبط في فقر مدقع وبالتالي يجب على الدولة أن تولي أهميتها لهذا القطر من المغرب العميق أما على مستوى الحريات فالتضييق يطال بعض الصحافيين المزعجين للنظام ولذلك تطالهم يد السلطة لاسكاتهم.وعموما الحياة السياسية المغربية فيها نوع من الضبابية ونحن على ابواب ا انتخابات 2021 ولا ندري كيف سيكون المشهد السياسي المغربي؟، ومامدى اقبال المواطنين على صناديق الاقتراع؟،ومامدى تدخل الدولة في هندسة الخريطة الانتخابية بشكل عام؟،فلعبة القبض والسيطرة هي ديدن النظام وهناك احزاب انتهت مدة صلاحيتها داخل المشهد كيف سيكون التعامل معها؟وهناك أحزاب حان دورها لتقود المشهد كيف ستكتسح النتائج ؟بأية طريقة وبأية استراتيجيات؟.هذه جملة من الاسئلة الجواب عليها رهين بالزمن السياسي المغربي.
مناقشة هذا المقال