تعد مدينة ماست/ماسة، من بين أقدم مدن الساحل الاطلسي الجنوبي الغربي المغربي، تحدث عنها جل المؤرخين والاخباريين، سواء منهم القدامى، او المحدثين والمعاصرين. تحدثوا عنها كمدينة مزدهرة إقتصاديا وتجاريا وفلاحيا، تحدثوا عن موقعها المتميز كصلة وصل بين أزغار (الغرب) وبين تخوم الصحراء منبع التجارة. تحدثوا عن أهلها وإعتبروهم من سامقي الهمم، ذكروا خيراتها الطبيعية وأعجبوا ايما إعجابب بجريان وادييها الذي لا ينضب. تحدثوا عن خيراتها البحرية من أسماك وفواكه البحر والبر. أعجبوا بنقاوة هوائها، وذكروا قطعان مواشيها المعطاء. لحما، حليبا ولبنا. وتكلموا عن خصوبة أراضي سهلها وفضله في بناء قصور مراكش وفاس والأندلس، لشبونة ومدن الملك امانويل البردقيزي. وصفوها ببلاد الخير والبركة….
مازالت على حالها من العطاء، فهي من أوت وأطعمت وسقت كل وافد عليها من كل حدب وصوب.
إن مدينة، بحجم مدينة تاريخية كماست، وما تشهده في السنوات الاخيرة من استقطاب بشري كبير، وتمدد عمراني كثيف والذي ما فتئ يتمدد تصاعديا، تستحق ان تدبر وفق استراتيجية مجالية مدروسة ومستشرفة. إستراتيجية تجنبا جميعا اعادة انتاج مراكز شبه حضرية مختنقة سوسيولوجيا ومعدومة ثقافيا، وهشة تنمويا.
مهام لن ينهض بها الا من كان له تكوين في تدبير المجالات المماتلة، وخبرة أكاديمية وعلمية في الاقتصاد الفلاحي (القروي)؛ نخب ملمة بالتغييرات المناخية والمجالية الطارئة، ومتمكنة من ناصية التدبير المالي والمحاسباتي والاداري والعمراني.
النخب الماسية حسب علمنا لها باع طويل في كل ما سبقت الاشارة إليه، بل أكثر من ذلك فماست هي خزان النخب والكفاءات في كل المجالات والتخصصات من الطيران الى ابسط حرفة يدوية، يكفي ان تأخد زمام المبادرة لنشهد ميلاد نهضة ماسية تاريخية غير مسبوقة.
لعل الحافز على تخصيب أفكار ومشاريع التنمية المستديمة من نطالعه بشكل يومي على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي من تدافع سلبي ومتشنج وعنيف أحيانا بين فرقاء المشهد الماسيةالحزين. والذي سيفرخ لا محالة منضومة مجالية مركبة وفي غاية التعقد، سيكون عنوانها الرئيس إستهلاك مفرط للممنوعات والانهيار الكلي لمنظومة القيم والمعارف الجماعية النبيلة.
نهاية أسبوع موفقة
الحسين بوالزيت صحفي وباحث في التاريخ.
يومه 16 يناير 2021.
مناقشة هذا المقال