بعد عودتي المتأخرة مساء يوم السبت 15 يونيو 2019 من تيزنيت، حيث شاركت في حفل تأبين رئيس المجلس الجماعي السابق المرحوم الأستاذ الحاج علي إنجارن، أبيت إلا أن ألبي دعوة المجلس الجهوي لسوس ماسة لحضور أول حفل موسيقي لأوركسترا فيلارمونيك أمازيغ، الذى احتضنه خشبة مسرح الهواء الطلق بمدينة أكادير.
ففي إطار الانفتاح على الأنماط الموسيقية العالمية، وتزامنا مع الاحتفال باليوم العالمي للموسيقى، نظمت جمعية إنوراز للموسيقى، بدعم من مجلس جهة سوس ماسة والمندوبية الجهوية لوزارة الثقافة والمجلس الجماعي لأكادير والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية والمجلس الجهوي للسياحة، هذا الحفل الموسيقى الرائع الذي جمع في هذه التجربة الموسيقية الجديدة والفريدة من نوعها، أكثر من 80 موسيقيًا على خشبة مسرح واحد، مجسدين أداء أربعة أجيال موسيقية أمازيغية، ففيها اجتمعت مجموعة أغاني الحاج بلعيد وسيدي حمو الطالب من أداء الفنان علي شوهاد (أرشاش)، ومجموعة أغاني الجيل المتوسط الذي جسدته الفنانة فاطمة تيحيحيت والفنان علي فائق الذي غنى الربرطوار القديم للرايس بوجمعة ممزوجا بربرطوار حديث جسد في أغاني المرحوم عموري مبارك (جنفليي وأفولكي).
ومن ضمن أشهر المغنين والمغنيات الأمازيغ، المشاركين في هذا العمل الفني الجميل الفنان حميد إنرزاف، والفنان هشام ماسين، والفنانة زهيرة ياسين، إضافة إلى تواجد أمهر العازفين على الآلات الموسيقية، العصرية والتقليدية الذين أعادوا إحياء روائع الموروث الأمازيغى الأصيل والموسيقى الأمازيغية بشكل حى، وعلى طريقة الأوركسترا الفيلارمونية العصرية، وتقديمها للجمهور العام على شكل حفل موسيقى ضخم استمر لحوالي ساعتين تم المزج فيه ما بين الآلات الحديثة والآلات التقليدية لوطار والرباب وفيها مزج بين الفلكلور والفيلارمونيك العصري، بجانب تثمين الفلكلور الأمازيغي بحضور فرقة تمنوكالت من ورززات.
وتعود فكرة إنشاء أوركسترا فيلارمونية أمازيغية إلى الفنان والمايسترو خالد البركاوي، مؤسس مجموعة إينوراز وعدة مجموعات أخرى، والذي يعتبر أحد أشهر العازفين والمبدعين في مجال الموسيقى بالمغرب، كما أنه تم التحضير لها على مدى سنة ونصف، وتم عرضها فوق الخشبة وفق المواصفات البيداغوجية للموسيقى العالمية، خاصة في مجال الاوركسترا الفيلارمونية، مع إضفاء لمسة أمازيغية، وذلك عن طريق دمج عدد من الآلات الموسيقية العصرية مع الآلات التقليدية الأمازيغية. كما تميز العرض بإخراج سينوغرافي جميل، من خلال توالي عرض صور ولقطات من مختلف مناطق المغرب في شاشات كبرى على جنبات المسرح أثناء أداء السمفونية.
ويؤكد نجاح الحفل، حضورجمهور غفير استمتع لأزيد من ساعة ونصف بالأداء الرائع للمجموعة الموسيقية… فكانت ليلة طربية رائعة.
فشكرا لكل من ساهم في إنجاز وإنجاح هذا العمل الجماعي الفريد من نوعه.
عبد اللطيف أعمو
مناقشة هذا المقال