ميلود بركي مهتم بالعلوم السياسية.
من مخرجات السياسة النبيلة وكما هو متعارف عليه في أدبيات علم السياسة أن يقوم ممتهن السياسة بخدمة المواطن واشباع حاجياته الأساسية المرتبطة بالمعيش اليومي من صحة جيدة وتعليم في المستوى اللائق وشغل يحفظ كرامة المواطن الخ،لكن هل فعلا هذا هو الشغل الشاغل للسياسي او المنتخب في مغرب اليوم؟.
أعتقد ان هم رجل السياسة الأول والأخير هو تحقيق ماربه الشخصية وهذا واضح جدا ولا يختلف فيه اثنان، وبالتالي كل الوعود الانتخابية تبقى مجرد أوهام من وحي الخيال سرعان ما تتبخر عند انتهاء عملية التصويت واقفال صناديق الاقتراع، وهذا لعمري من غرائب العمل السياسي والمشاركة السياسية ككل في المغرب، لأنه لا يمكن أن نتصور أننا نهدر كل هذا المال والجهد والوقت في عملية انتخابية تفرز لنا نخب غير قادرة على تنزيل أبسط الوعود التي قطعتها على الشعب والضحية طبعا هو المواطن الذي يجد نفسه ضحية لكل هاته التلاعبات من أصحاب القرار في هذا البلد . نحن لا نريد شيطنة العملية الانتخابية ككل ولكن نقول من منطلق حرقتنا على بلدنا الحبيب أننا يجب أن نقوم بالتغيير اللازم وبمنتهى الجرأة والمسؤولية لأن المشهد اليوم أصبح غير واضح وتلفه الكثير من الضبابية وبالتالي علينا أن نضع حدا لكل هذا التسيب الذي نشاهده اليوم هنا وهناك من هدر للزمن السياسي وهدر للمال العام بلا أدنى مساءلة أو متابعة قانونية للمتورطين في ملفات الفساد. النخب السياسية اليوم مطالبة بالعمل بضمير مسؤول كما نص على ذلك صاحب الجلالة حتى تكون مسؤولة أمام التاريخ وأمام الوطن لأننا مقبلون على مرحلة جد حساسة من تاريخ المغرب وركب التطور والتقدم لا يرحم فإما أن نواكب الحدث واما نصبح في خبر كان.
درجة الوعي السياسي لدى بعض النخب السياسية جد متدنية وبالتالي لا ننتظر منها الكثير، فالسياسي همه هو مراكمة الثروة عبر عدة وسائل مشروعة وغير مشروعة حتى أن البعض يغير انتماءه السياسي في كل فرصة للاستقواء بزعيم الحزب المحظوظ القريب من دوائر القرار وفي المحصلة انتاج نخب غير قادرة على قيادة المرحلة بالحكمة والجرأة المطلوبتين وبالتالي عزوف المواطن عن العملية السياسية ككل لأنه لا ينتظر منها الكثير.
اذا علينا ان نعيد ثقة المواطن في العملية السياسية وعلى الأحزاب الايديولوجية في المغرب أن تقوم بدورها حتى تساهم في تأطير المواطنين وانتاج جيل جديد قادر على التغيير المنشود.
مناقشة هذا المقال