هيرفي رينارد: “المغرب يقترب من أن يكون أول بطل للعالم من إفريقيا”
في حوار خاص، تحدث المدرب الفرنسي هيرفي رينارد، المدير الفني الحالي للمنتخب السعودي، عن تجربته السابقة مع المنتخب المغربي، وعن رؤيته لتطور كرة القدم بالمغرب خلال السنوات الأخيرة، مؤكّدًا أن ما يحدث اليوم هو ثمرة عمل مؤسساتي واحتراف واضح في التسيير والتكوين.
المحور الأول: تطور المنتخب المغربي
سؤال: كيف ترى المنتخب المغربي اليوم مقارنة بالفترة التي دربته فيها سنة 2018؟
رينارد: سأكون صريحًا، المنتخب المغربي اليوم يحصد نتائج الحاضر ويؤسس لمستقبل قد يجعله أول بطل للعالم من إفريقيا. لقد تطور بشكل كبير منذ أن كنت مدربًا له، إلى أن أصبح الآن كل المنتخبات تخشى مواجهته.
اللاعبون يمتلكون عقلية احترافية وروحًا قتالية عالية، وشاهدنا ذلك بوضوح في مباراة منتخب الشباب أمام أمريكا في كأس العالم، حيث أظهروا أداءً تكتيكيًا مميزًا وانضباطًا كبيرًا.
أعتقد أن المغرب اليوم من أبرز المرشحين للمنافسة على البطولات العالمية.
المحور الثاني: إنجازات المنتخب الأول
منذ مونديال قطر 2022، عرفت الكرة المغربية قفزة نوعية.
فقد أصبح المنتخب الوطني الأول أول منتخب عربي وإفريقي يبلغ نصف نهائي كأس العالم، محتلاً المركز الرابع عالميًا في إنجاز تاريخي غير مسبوق.
كما ضمن مبكرًا تأهله إلى كأس العالم 2026 ويستعد لاستضافة كأس الأمم الإفريقية 2025 على أرضه، وسط دعم جماهيري وشغف كروي استثنائي.
المحور الثالث: تألق المنتخبات الصغرى
نجاحات الكرة المغربية لم تقتصر على المنتخب الأول، بل شملت مختلف الفئات العمرية:
المنتخب الأولمبي (U23): تُوج ببطولة إفريقيا للأمم 2023 على حساب مصر (2-1)، ثم أحرز الميدالية البرونزية في أولمبياد باريس 2024، كأول منتخب عربي يحقق ميدالية أولمبية في كرة القدم.
منتخب الشباب (U20): بلغ نهائي كأس إفريقيا 2025، مؤكدًا استمرار سياسة التكوين والتأطير الجيد.
منتخب الناشئين (U17): حقق إنجازًا تاريخيًا بالتتويج بكأس إفريقيا لأول مرة في تاريخه، بعد فوزه على مالي بركلات الترجيح، كما تألق في كأس العالم بإندونيسيا بوصوله إلى ربع النهائي.
المحور الرابع: المنتخب المحلي والاحتراف الداخلي
استطاع المنتخب المحلي المغربي بقيادة المدرب طارق السكتيوي الظفر بلقب كأس أمم إفريقيا للمحليين 2025، بعد الفوز على مدغشقر (3-2)، وهو ما يؤكد قوة البطولة الوطنية وجودة التكوين المحلي الذي يغذي مختلف المنتخبات الوطنية.
المحور الخامس: الكرة النسوية المغربية… قصة صعود متسارع
حققت المنتخبات النسوية المغربية بدورها قفزات مذهلة في السنوات الأخيرة:
المنتخب النسوي الأول: بلغ نهائي كأس أمم إفريقيا 2022 للمرة الأولى في التاريخ، بعد مسار متميز، ليخسر بشرف أمام جنوب إفريقيا (1-2).
كأس العالم للسيدات 2023 (أستراليا ونيوزيلندا): المشاركة الأولى في تاريخ المغرب والعرب، وتمكن المنتخب من التأهل إلى ثمن النهائي، محدثًا صدى عالميًا كبيرًا وأعطى دفعة قوية لتطور الكرة النسوية في إفريقيا والعالم العربي.
المحور السادس: رؤية رينارد للمستقبل
رينارد: “ما يميز المغرب اليوم ليس فقط جودة اللاعبين، بل أيضًا وضوح الرؤية. الاتحاد المغربي لكرة القدم يعمل وفق مشروع استراتيجي متكامل يشمل التكوين، البنية التحتية، والدعم النفسي والبدني للاعبين.
من الواضح أن هذه السياسة بدأت تؤتي ثمارها، وما تحقق في الفئات السنية والنسوية يثبت أن كرة القدم المغربية تسير نحو العالمية بخطى ثابتة.”
خاتمة
تُجمع الأوساط الكروية الدولية اليوم على أن المغرب أصبح نموذجًا قارّيًا في بناء كرة القدم الحديثة.
فمن رينارد إلى الركراكي، مرورًا بالكوادر الوطنية في المنتخبات النسوية والفئات العمرية، تتجسد فلسفة
واحدة :”الاحتراف، الانضباط، والهوية المغربية التي لا تعرف المستحيل.”