ميلود بركي استاذ العلوم السياسية .
لم يعد يفصلنا عن انتخابات 2021 التشريعية سوى أشهر قليلة ولعلها ستكون انتخابات استثنائية بكل المقاييس نظراً للظروف الداخلية والدولية التي تمر منها بلادنا والمنطقة ككل،ومما لا شك فيه أن أعين الاحزاب السياسية المغربية على المرحلة وما ستفرزه من نتائج سيكون لها وقع كبير على الخريطة الحزبية المغربية ككل وبالتالي كل حزب سيكون فرحا بما لديه من ميكانيزمات واستراتيجيات ويحسب نفسه قادرا على حصد النتائج التي تؤهله لقيادة المرحلة واقتسام الكعكة والامتيازات والسلطة والثورة وهلم جرا،ولعل التجربة ستترك بعض الاحزاب السياسية الصغيرة خارج المشهد بالرغم من ماضيها الكبير وما لعبته من ادوار تحسب لها،لكن واقع اللعبة تغير ومنطق الولاءات ودرجة القرب من النظام السياسي هي الفيصل في اللحظات الأخيرة من السباق نحو قيادة المرحلة وبالتالي فالنظام السياسي يحاول جاهدا أن يكون له موطئ قدم من اجل افراز نتائج لا ولن تكون مفاجئة كما في السابق .ولعلها ستكون مرحلة مفصلية لافراز احزاب أتبتت ولاءها للنظام السياسي وطبعت مع الدولة بمنطقها المعهود،وبالتالي ستكون هناك مرحلة أخرى من التدبير السياسي الذي تحاول فيه بعض الاحزاب السياسية إعادة الثقة للمواطن في للسياسة والسياسيين وفي العمل الحزبي ككل بعدما ساد نوع من السخط العارم في المرحلة السابقة بسبب سوء التدبير الذي عرفته بعض القطاعات الحكومية مما سبب احتجاجات وغضب لدى الشارع المغربي في اكثر من مدينة واكتر من مناسبة حتى اضحت ثقافة الاحتجاج لحظة لاسماع صوت المواطن الى الحكومة المدبرة للشأن العام.
لعل انتخابات 2021التشريعية مرحلة مهمة في تاريخ المغرب والمطلوب من النخب السياسية ان تدبر المرحلة بكثير من الحنكة والتبصر وأن تنأى بنفسها عن الصراعات السياسوية الضيقة حتى يسترجع المواطن ثقته الكاملة في مؤسساته السياسية وحتى تعود الحياة السياسية ككل الى طبيعتها المعهودة حتى نكون قادرين على مواجهة التحديات الداخلية والخارجية بالجرأة المطلوبة.
مناقشة هذا المقال