Atigmedia
المصداقية والدقة في الخبر

الداخلة: مع بداية الصيف.. عروض سياحة تجذب المغاربة وتكسر “كلاسيكية الشمال”

موازاة مع بداية فصل الصيف والسياحة واختيار مغاربةٍ لقضائه بالمناطق الشمالية للمملكة أو الخارج يفضل آخرون تمضية عطلهم الموسمية بمدينة الداخلة الموجودة بأقصى جنوب المغرب، حيث يقبلون على اختيار العروض التي يوفرها الفاعلون السياحيون، خصوصا تلك الشاملة للنقل، سواء عبر الطائرة أو الحافلة، والمبيت والجولان كذلك.

وحسب ما أوردته مصادر مهنية، فإن الإقبال على المدينة سالفة الذكر بدأ، منذ الأسابيع الماضية، من جديد يزداد بالرغم من أنها تعرف الرواج طيلة السنة، إذ إن ذلك راجع إلى “اقتناع المغاربة خلال السنوات الماضية بكون المدينة باتت جديرة بالاهتمام ومساهمة منسوب التنمية بها في ذلك، على أن تصل مجددا إلى أوجها خلال شهر غشت بتوافد السياح الدوليين”، حسبهم.

وتعُجُّ مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الظرفية الحالية، بإعلانات عن عروض سياحية تُوفرها مقاولات مشتغلة بالمجال، حيث تبدأ من 3500 درهم لتلامس 7 آلاف درهم فما فوق لمدة أسبوع، خصوصا مع وجود شرائح غنية تُقبل على الإقامة بالمناطق الفخمة واقتناء العروض الذهبية، على الرغم من وجود ملاحظات عابرة على أن المدينة “لا تستقطب السياح محدودي الدخل”، في وقت لم ينف مغاربةُ اختيارهم قضاء العطلة الصيفية بالحاضرة الأطلسية الداخلة.

وحاولت هسبريس مناقشة الموضوع مع مهنيين بالمنطقة لبسط الأسباب الكامنة وراء جذب الداخلة للمغاربة على الرغم من وجود مسافة طويلة بينها وبين المدن الكبرى وعلى الرغم كذلك إقبال مهم على السواحل الشمالية للمملكة خلال فترة الصيف تحديدا، حيث أكدوا أن “الإقبال على العروض بالمدينة راجع إلى وجود رغبة في الخروج عن كلاسيكية الشمال والاستفادة من ثنائية الصحراء والبحر التي تنفرد بها الداخلة”.

مصطفى عليوي، وهو من موفري عروض السياحة بمدينة الداخلة، أورد أن “المدينة باتت تفرض نفسها كوجهة سياحية على طول العام وتحديدا خلال فصل الصيف، في وقت لا نجد كمهنيين إشكالية في تسويق عروضنا السياحية؛ بالنظر إلى وجود الإقبال عليها”.

وهو يسرد مقومات السياحة بالداخلة أكد عليوي، مصرحا لهسبريس، أن “وجود خطوط جوية مباشرة دفع مواطني الشمال المغربي والمدن الكبرى إلى اختيار قضاء أيام بالمدينة الواقعة بأقصى جنوب المملكة، على الرغم من أن هذه الأثمنة المعمول بها حاليا تبقى غير مناسبة، إذ نقترح أن يكون النقل ذهابا وإيابا في حدود 1500 درهم”.

وأوضح المتحدث أن “شُمولية العروض للمبيت والنقل هو كذلك من النقط التي تساهم في إشعاع الداخلة كموقع سياحي يشهد النهضة في مختلف فترات السنة، إلى درجة أننا صرنا نتفوق على مرزوكة؛ بالنظر إلى عنصر البحر الإضافي لدينا”، نافيا أن “تكون الطبقة البورجوازية هي التي تستفيد لوحدها من هذا الموقع السياحي”.

المسوغات نفسها تقريبا بسطها سعيد الريحاني، الذي يشتغل بمجال الأسفار وأحد موفري عروض السفر الخاصة إلى مدينة الداخلة، إذ بيّن بالتفصيل كيف أن “الإقبال على العروض في الوقت الراهن يعود أساسا إلى اكتشاف المغاربة للمدينة سالفة الذكر كوجهة سياحية محلية بديلة للمناطق الشمالية التي تعرف الاكتظاظ سنويا، في وقت ساهم المخطط التنموي الخاص بالأقاليم الجنوبية في التعريف بها والرفع من حظوظها”.

وأورد الريحاني، مصرحا لهسبريس، أن “العروض الخاصة بالسياحة بالمدينة تبتدئ من 3500 درهم بالنسبة للعروض الاقتصادية و5500 درهم بالنسبة للعروض عالية الجودة، ولو أن تكاليف النقل الجوي تراجعت شيئا ما لَتراجعت تكلفة هذه العروض كذلك، حيث إن التنافسية في قطاع النقل هي التي بإمكانها أن تخفض هذا السعر”، لافتا إلى “تسجيل حالات العَوْدِ السياحيّ في صفوف الزوار”.

وزاد المتحدث ذاته: “الداخلة عُرفت كوجهة سياحية ابتداء من سنة 2016 بفضل منظمي الرحلات السياحية الداخلية التي كانوا يوفرونها للراغبين في قضاء العطلة بمنطقة تمزج بين الرمال والبحر، في وقت كنا كمغاربة نربط الساحل بالشمال لوحده”.

نقلنا المعطيات ذاتها إلى الكبير بوشعاب، رئيس الجمعية الجهوية للمرشدين السياحين جهة الداخلة واد الذهب. هذا الأخير استعان بلغة الأرقام ليوضح أن تقريبا 43 ألفا و423 سائحا وصلوا إلى مدينة الداخلة السنة الماضية جوّا، 47 في المائة منهم مغاربة والباقي من السياح الفرنسيين والبلجيكيين والإسبان”، مُرجعا الإقبال على السياحة بالمدينة إلى “جمعِها ما بين المناخ الصحراوي والساحلي”.

وذكر الفاعل المهني كذلك، ضمن حديثه للجريدة، أن “هناك أزيد من 50 وحدة فندقية توفر المأوى للزائرين، وتتعزز كذلك بدور الكراء المتوفرة بشكل كبير بالمدينة”، متابعا: “لدينا ما ننافس به مواقع سياحية وطنية، على الرغم من وجود بعض الإكراهات التي تستدعي الحل؛ بما فيها غلاء المبيت والنقل الجوي”، ولافتا في الأخير إلى أن “وجود إقبال على عروض السياحة بالمدينة، خلال الوقت الراهن، أمر طبيعي اعتادت عليه المدينة التي باتت تستقطب الزوار”.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.