يوم الأحد 06 شتنبر 2020 ثم ترتيب لقاء أخوي تواصلي مع الرفيق إيدر أرسلا من مواليد 1931 بدوار الكوم بمنطقة فم زكيد إقليم طاطا والذي غادر مسقط راسه وهو في سن 12 متجها نحو مراكش ، ، إنه من شيوخ ورموز النضال بالمغرب والذين يقطن رسميا بفرنسا رفقة عائلته ويقيم بين الفينة والاخرى بمنزله بمدينة أكادير حيث توجهنا نحن : السامرة اليزيد ، و جمال بوراس ، ومصطفى المتوكل .. كا ن الهدف من اللقاء هو التواصل بيننا جميعا وبين جمال بوراس ابن الفقيه والوطني والمقاوم والقائد السياسي الصلب سي محمد بوراس الفيجيجي رحمه الله الذي وافته المنية بمدينة تارودانت يوم الاحد 23غشت 2020 ، – الذي كان الشهيد عمر بن جلون يسميه ” أبو الوطنية” – لقاء مع أحد رفاق النضال الوطني التحرري والنضال من اجل الحرية والعدالة والديموقراطي بعد الاستقلال ..
كان الهدف من اللقاء الاستماع هو التتلمذ والتبرك بمجالسة هامة ناذرة وعطاء رجل شهم نزيه وامين وصادق لم يتبدل ولم يتغير ، مازال بالفعل شابا بروحه وقلبه وذاكرته ومازال وفيا لكل القضايا التي امن بها ويعمل بكل جهدة لتبقى حية وحاضرة في الذاكرة والمشهد السياسي العام .. بقينا لسويعات نستمع إلىه وهو يسرد من تاريخنا الوطني صفحات واحداث ووقائع ومغامرات وصراعات وتدافع قوي مع خصوم الديموقراطية .. فمن الحقبة التي قضاها مع الوطني والمقاوم القيادي الرئيسي لجيش التحرير في المنطقة الشرقية من المغرب والذي يعتبر من الوطنيين والسياسيين الاكثر رصانة وعطاء وهو من المغاربة الذين غادروا الوطن نحو الجزائر وبعدها فرنسا ثم سوريا ، بعد ظهور إشارات تستهدف تصفيته …
وهكذا استحضرت ذاكرة الرفيق إيدر أرسلا بشكل تلقائي علاقته بالمرحوم بوراس الذي لازمه أيام اللجوء إلى الجزائر و فرنسا و سوريا ، كما استعرض بعض المحطات التاريخية التي عاشها المغرب من مقاومة الاستعمار الى الاستقلال و الصراعات السياسية التي رافقت استقلال المغرب داخل حزب الاستقلال والاختلاف مع الدولة ، وظروف تأسيس الجامعات المتحدة وتأسيس الاتحاد الوطني للقوات الشعبية ، واوضح بعض توجهات الاتحاد المغربي للشغل ونضالات الإتحاد الوطني لطلبة المغرب ، كما ذكر باسباب وملابسات الأحدات الدموية التي عاشها المغرب من السنوات الاولى للاستقلال وأوائل الستينات وما بعدها بما في ذلك المؤامرات التي استهدفت الاتحاد الوطني للقوات الشعبية والاتحاديين – في صراع بين القوى التقدمية مع الدولة ، كما ذكر ب : علاقة الإتحاد الوطني للقوات الشعبية بحركة تحرير الجزائر وقياداتهم السياسية والعسكرية ،ثم حالات التوافق والاختلاف القوي خاصة مع جناح بومدين وتأثير ذلك على استقرار الوطنيين والإتحاديين اللاجئين بالجزائر ، ثم ذكرنا بخلفيات المشكل المفتعل بالصحراء المغربية ،، وأبرز العلاقة القوية مع رجالات المقاومة الفلسطينية والخدمات التي قدمها لهم الوطنيون والاتحاديون باوروبا دعما ونصرة للقضية الفلسطينة حيث كانت مقرات الوطنيين والاتحاديين مقرات للقضية الفلسطينية ..
كما سلط بعض الاضواء على ملابسات مغادرة الوطني بوراس محمد نحو فرنسا عقب انقلاب بومدين على بن بلة ثم مغادرة المناضل ايدير نحو الجزائر سنة 1963 نحو فرنسا ثم التواصل والتنسيق القوي بينه وبين الفقيه بوراس والبصري والشهيدين بنبركة والتيزنيتي وأغلب القياديين الذين يزورون فرنسا من المغرب للتشاور والتنسيق بين قيادة الداخل وقيادة الخارج ..كما تطرق الى التقائه بالوطني بوراس بعد ان استقر بسوريا هو واسرته لسنوات و… وأشار إلى النضالات والحملات التعبوية والتعريفية التي نظمت بأوروبا والتي سلطوا فيها الاضواء على الاوضاع السياسية بالمغرب وترافعوا من اجل المطالبة بإصدار العفو العام وعودة المنفيين والمغتربين الى أرض الوطن في بداية الثمانينات ليعود الرفيق ارسلا الى المغرب سنة 1996..
وفي الأخير أخدنا وعدا من رفيق إيدر أرسلا لتنظيم لقاء مطول معه يفتح على الراي العام عن طريق البث المباشر لتسليط الأضواء على تلك الفترات من تاريخ شعبنا حتى لايطالها النسيان .. فكل التحية والتقدير والمحبة لسي ايدر أرسلا بارك الله في صحته وعمره ورزقه .
مناقشة هذا المقال