عبدالله أحجام كفاءة أكاديمية ميدانية تركت بصمتها الواضحة في التنمية المستدامة.

في زمن أصبحت فيه المجالس واحسرتاه تُستغل للنيل من الكفاءات والرموز المخلصة لقضايا التنمية والبيئة، نرى لزاماً علينا التوضيح وتقديم صورة حقيقية عن شخصية أكاديمية وميدانية تركت بصمتها الواضحة في المجتمع المغربي.
مسار أكاديمي وميداني في خدمة البيئة والتنمية المستدامة
يُعَدّ الأستاذ عبد الله أحجام، أستاذ علوم الحياة والأرض لأكثر من ثلاثين سنة، وأحد الفاعلين البارزين في المغرب في ميادين حماية البيئة، والتنمية المستدامة، والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، وخاصة في المناطق الجنوبية الغربية للمملكة. ويجسّد نموذجاً للمثقف الميداني الذي يجمع بين الصرامة العلمية والالتزام العملي في خدمة القضايا البيئية والتنموية ذات البعد الاستراتيجي.
مسار مهني مرتكز على التربية البيئية ونقل المعرفة
على امتداد أزيد من ثلاثة عقود من التدريس في سلك التعليم الثانوي، ساهم الأستاذ أحجام في تكوين أجيال متعددة من التلاميذ، معتمداً مقاربات بيداغوجية مبتكرة تقوم على الملاحظة الميدانية، والتجريب العملي، وربط المعرفة العلمية بالسياقات الترابية. وقد آمن دائماً بأن بناء الوعي البيئي يبدأ من المدرسة، فعمل على إدماج أنشطة تربوية مرتبطة بالأنظمة الزراعية التقليدية، والموارد المائية، وشجرة الأركان، بما يعزز الحس البيئي لدى الناشئة.
انخراط ترابي واستراتيجي
انطلاقاً من كفاءاته الأكاديمية وخبرته الدقيقة بالنظم البيئية في الجنوب المغربي، تقلّد الأستاذ أحجام مسؤوليات متعددة على المستويين المحلي والوطني، نذكر منها:
• المنسق الإقليمي لشبكة جمعيات محمية المحيط الحيوي للأركان (RARBA): حيث يشرف على توحيد الجهود الجمعوية في حماية منظومة الأركان وتثمين مواردها عبر مقاربة تشاركية تمزج بين البحث العلمي والتربية البيئية.
• المنسق الجهوي لشبكة الاقتصاد الاجتماعي والتضامني بالمغرب (RMESS): يعمل على تعزيز بدائل اقتصادية مستدامة مبنية على التضامن، مع تمكين الفاعلين المحليين، خصوصاً النساء القرويات.
• عضو اللجنة الوطنية للاتحاد الدولي لصون الطبيعة (UICN – المغرب): يساهم بخبرته العلمية في قضايا المحافظة على التنوع البيولوجي، ويُدافع عن مقاربة مندمجة لإدارة المناطق المحمية تراعي حاجيات الساكنة المحلية.
• عضو الاتحاد الدولي لصون الطبيعة (UICN): أكبر منظمة بيئية تابعة للأمم المتحدة.
• رئيس جمعية تازروالت: التي تُشكّل مختبراً ميدانياً للابتكار في مجالات الزراعة الإيكولوجية، الطاقات المتجددة، التربية البيئية، وتثمين المعارف التقليدية.
جسر بين المعرفة الأكاديمية والسياسات العمومية
يتموقع الاستاد عبد الله أحجام في ملتقى ثلاثي يربط بين المعرفة العلمية الحديثة، والمعارف التقليدية المحلية، والحكامة التشاركية. ومن خلال ذلك، يدعو إلى:
• الاعتراف المؤسسي بالممارسات الزراعية التقليدية ودمجها في السياسات البيئية.
• إرساء قنوات للحوار بين الباحثين وصانعي القرار والفاعلين المحليين.
• تعزيز استراتيجيات الانتقال البيئي بالمغرب، بما يربط بين الأجيال والتخصصات والمجالات الترابية.
من خلال هذا المسار الغني والمتعدد الأبعاد، يُبرز الأستاذ عبد الله أحجام مكانته كأحد الوجوه الريادية في المغرب في مجال البيئة والتنمية المستدامة.
فهو ليس فقط مربّياً وأكاديمياً، بل أيضاً فاعل ميداني واستراتيجي يربط العلم بالعمل، ويساهم بفعالية في ترسيخ التحولات البيئية والتنموية التي يحتاجها المغرب في سياق التغيرات المناخية والتحديات الإيكولوجية الراهنة.