أتيگ ميديا / سيدي افني.
تلقت أسرة المقاومة وجيش التحرير بإقليم سيدي افني باستهجان شديد المناورات والخروقات الأخيرة لجبهة البوليساريو في شرق الجدار العازل، وهي الخروقات التي أوردها السيد انطونيو غوتيريس الأمين العام للأمم المتحدة في تقريره السنوي المقدم إلى مجلس الأمن الدولي عن التواجد العسكري للبوليساريو شرق الجدار الرملي بما يشكل خرقا للاتفاق العسكري رقم 1 الموقع مع المغرب.
ولايسعها إلا التعبير عن استنكارها وشجبها للمحاولات اليائسة التي قامت بها مجموعة من الأشخاص المغرر بهم والذين لا يمثلون إلا أنفسهم بتأسيس هيئة وهمية وغير قانونية في خطوة يائسة تستهدف التشويش على استقرار أقاليمنا الجنوبية و أمنها و تنميتها الشاملة و المندمجة، في سابقة تعبر عن الفشل الذريع الذي أصبح يتخبط فيه دعاة الانفصال ومن يدور في فلكهم، جراء الضربات الموجعة التي يتلقونها يوما بعد يوم من مختلف دول العالم ومن أوسع المحافل والأوساط الدولية والمتمثلة على أرض الواقع في فتح العديد من الدول لسفاراتها وقنصلياتها في مدن أقاليمنا الجنوبية.
وان أسرة المقاومة وجيش التحرير بإقليم سيدي افني التي كانت دائما في الصفوف الأمامية للدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة المغربية وصد كل خطر يتهددها من البوغاز إلى الصحراء لتستهجن هذه التحركات غير المسؤولة والمستفزة لمشاعر الشعب المغربي والتي تستهدف تقويض الجهود التي تبذلها بلادنا لحل هذا النزاع المفتعل الذي طال أمده.
لقد كانت انطلاقة طلائع قوات جيش التحرير بالجنوب المغربي سنة 1956 تجسيدا رائعا وقويا لإرادة العرش والشعب في استكمال الاستقلال الوطني وتحقيق الوحدة الترابية.
فقد خاض أبناء قبائل ايت باعمران والقبائل الصحراوية بالجنوب المغربي مع إخوانهم من كافة مناطق المغرب غمار معارك بطولية، منها على سبيل المثال لا الحصر معارك الدشيرة والبلايا والمسيد وأم العشار والرغيوة واشت والسويحات ومركالة، وضمنها انتفاضة قبائل ايت باعمران ضد الاستعمار الغاشم يوم 23 نونبر 1957على امتداد ربوع الساقية الحمراء ووادي الذهب. وهكذا دافع أبطال جيش التحرير عن الأجزاء المغتصبة من التراب الوطني بالأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية وسقوا بدمائهم الزكية تراب هذه الربوع الأبية من الوطن، محققين ملاحم بطولية وانتصارات باهرة لم تجد معها القوات الاستعمارية في مواجهة الزحف البطولي لرجالات جيش التحرير الأشاوس من مخرج سوى التحالف فيما بينها فيما سمي بعملية المكنسة )ايكوفيون(.
وان أسرة الجهاد والكفاح الوطني بإقليم سيدي افني وهي تستحضر تلك المحطات الخالدة التي قدمت خلالها شهداء أبرار قضوا في ساحة الشرف دفاعا عن الوحدة الترابية للمملكة، لتستنكر بقوة مثل هذه التصرفات الغادرة واليائسة وتؤكد دعمها الكامل والموصول لكل المواقف الوطنية الحكيمة، منوهة بالخطوات الجادة والسديدة التي يقوم بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله من اجل ترسيخ النموذج التنموي الجديد بالأقاليم الجنوبية الذي أطلقه جلالته لتحسين مؤشرات التنمية وتمكين الساكنة من مقومات الرقي الاجتماعي والاقتصادي، مؤكدة تعبئتها التامة في ملحمة صيانة الوحدة الترابية، وتثبيت المكاسب الوطنية ومثمنة المبادرة المغربية القاضية بمنح حكم ذاتي موسع لأقاليمنا الصحراوية المسترجعة في ظل السيادة الوطنية.
وحرر بسيدي افني يوم الاربعاء 14 اكتوبر 2020.
مناقشة هذا المقال