أكادير ،يناير 2022
سيلاحظ اي متبصر كيف ان القرآن الكريم يخاطب في كل الآيات الرجل، وقد تعلو أصوات نسائية تستفسر عن أسباب عدم مخاطبة القرآن للنساء،
المتربصون بالدين قد يقولون ان ديننا الإسلام يحتقر المرأة ،أو يعطيها مرتبة دونية عن الرجل،
ليس من أهداف هذا المقال سرد قيمة المرأة في الإسلام، لكن من الواضح بعد جائحة كورونا وتفشي نسب الطلاق بين الأزواج، أن أثير إنتباهكم لجزئيات بسيطة لو استحضرها الأزواج لما جعلوا من الطلاق حلا لهم،
جاء في الحديث الذي رواه سعد بن أبي وقاص عن الرسول صلى الله عليه وسلم :[سعادةٌ لابنِ آدمَ ثلاثٌ، وشقاوةٌ لابنِ آدمَ ثلاثٌ فمِن سعادةِ ابنِ آدمَ : الزوجةُ الصالحةُ، و المَركَبُ الصالِحُ، و المَسكَنُ الواسعُ، و شقوةٌ لابنِ آدمَ ثلاثٌ : المَسكَنُ السوءُ، و المرأةُ السوءُ، و المَركَبُ السوءُ]
جائحة كورونا أبانت بعد سنتين من الحجر الصحي ان مساكن المغاربة تبعا لبرامج حكومية أقرت السكن الإقتصادي، لا تنسجم مع الهوية الإجتماعية للمغاربة ،وانها محكومة بتوغل إقتصادي لا يعير إهتماما للثقافة الشعبية ولا للشعائر المجتمعية، ولا لتوفير فضاء يغدي الحميمية في العلاقات الزوجية،
إن النساء مساكن للرجال وركيزة لا محيد عنها للمجتمع، المرأة لا تحتاج لقلب يحبها فقط بل أكثر حاجاتها سقف يظلها وبيت يضمها، و يصون كرامتها
كل إمرأة في بيت والدها مسكونة بحب ان يكون لها بيت خاص بها مثله أو احسن منه، تترجم فيه ثقافة والدتها، و تعكس فيه حبها لوالدها الرجل عبر حبها لزوجها،
لا تنجح شركة مالم يكن لها مقر محترم، كما لا تنجح اسرة ليس لها بيت يوفر شروط نجاح نظام الأسرة.
لا داعي ان أثير الإنتباه ان مساكن المغاربة حسب تصاميم المهندسين لا وجود فيها لمكتبات، ولا لأجنحة للكتب، وتلك طامة كبرى ، ففي السكن الإقتصادي مائدة الأكل هي مكتب التمارين المنزلية، و صالون مشاهدة التلفاز هو نفس فضاء المراجعة،
ولكن في. ضبط إيقاع الحياة الزوجية فسكن بصالون للضيوف و غرفة للنوم وآخر للطبخ وآخر للإغتسال وقضاء الحاجة، و غرفة للأولاد، هو فضاء يهين كنه الحياة الزوجية وحميميتها، و يعصف بقيم الحب، فلو كانت الزوجة ليست زوجة سوء فإنها تتطبع بالسكن السوء،
إن الدولة لم تعد تحتاج لقمع مواطنيها في المظاهرات، فهي تقمعهم في نظام حياتهم وجوهر كينونتهم وتجعلهم غير قادرين على الإحتجاج، عبر قمعهم في مضاجعهم ،وفي بنائهم الأسري،
ونصيحتي للرجل، إن بناء المجتمع لا يستقيم بلا ببناء علاقة سليمة مع المرأة، و العلاقة مع المرأة لا تستقيم بلا سكن لائق، قادر على توفير فضاءات ليزهر الحب وينمو
قال الحسن الثاني في إحدى خطبه أن المنزل قبر الإنسان في الأرض،
وهذا القبر المشترك يجب أن تتوفر فيه الراحة وشروط العيش الكريم، واول ما يجب الإنتباه له في تصاميم البيوت مستقبلا، منازل بأكثر من ثلاث غرف، و قاعة لإنجاز الفروض المنزلية، وفضاء لنشر الغسيل يحافظ على حميمية وخصوصية ملابس اهل الدار، ومطبخ بحجم يسمح بالإبداع،
فهل تعتبرون ؟
مناقشة هذا المقال