أتيك ميديا/متابعة
تيزنيت، مدينة اللقاءات التشاورية والاجتماعات والمدخلات والمخرجات والتوصيات، ومظهر من عجز الفاعل السياسي الذي من المفترض أن يحمل برنامجا وتصورات وهو في موقع تدبير الشأن العام.
توصيات حول الاستثمار ، حول الرياضة وأخرى حول الثقافة وتاركَا، وكأن المدينة والإقليم في لحظة تأسيسية ومرحلة انتقالية يُسيرها مجلس تأسيسي في أفق وضع دستور جديد وهوية تنموية جديدة.
لا يمر اسبوع دون لقاء رسمي تعقبه توصيات، والتي تخفي عجز المجالس و فشل الدولة تحت غطاء توسيع المشاورات وتقاسم الأفكار مع المجتمع المدني، وهو حق أُريد به باطل ويعلن أن الأحزاب وهي تتجه إلى تدبير الشأن العام وتحصد الأصوات الانتخابية لا تملك برامجا ولا تصورات ولا مشاريع .هي فقط آلات انتخابية تحمل أسماء يمكن أن تسقط سهوا في الرياضة او الثقافة او التعمير، وهي لم تتخيل يوما أنها ستتأبط ملفا في هذا التخصص وهذا التكليف العمومي .
في هذا الشهر تكاد تستنفد كل التوصيات في كل القطاعات في المدينة والإقليم، وأعضاء المجلس الإقليمي والمجلس الجماعي بتيزنيت أصبحوا يقضون في الأيام الدراسية والتكوينات أكثر ما يقضونه في مكاتبهم وبين ملفات المواطن، وهم الآن يستمتعون بدور الجمعوي داخل الجماعة لأنه غير مكلف دهنيا ونفسيا وتنمويا، لأنه يرمي مسؤولية الفشل والعجز للفاعل الجمعوي ويتقاسمها معه.
هذا المشهد “الدراسي” الذي يعيشه الإقليم وتتسابق فيه جماعة تيزنيت والمجلس الاقليمي يدل على حجم التخبط السياسي، الذي تعيشها الأسماء الحزبية التي ورطت نفسها في مسؤوليات أكبر منها بدون برامج ولا أفكار ، وهي تارة تستنجد بمكاتب الدراسات ومرة بالمجتمع المدني ولم يبقى لها إلا أن تفكر في يوم دراسي حول تثمين الأيام الدراسية كتراث محلي ، وتوصية حول اعادة تدوير التوصيات ليكون لها معنى، و توصية أخرى للبحث عن نخب حزبية جديدة تملك أفكار وبرامج .
مناقشة هذا المقال