إستفاد حوالي 200 شخص من قافلة تضامنيـــــــة وإجتماعية، نظمها نادي “معا للخير” بشراكة مع جمعية أمود الخير للتنميـــة الإجتماعية، بمجموعة من الدواوير المحاذية لجماعة المنيزلة التابعة لقيادة أحمر لكلالشة بإقليم تارودانت، وذلك طيلة اليوميين الماضيين السبت والأحد 8-9 يناير الجاري، بمشاركة أطباء وممرضين وفعاليات جمعوية.
ويتوخى نادي “معاً للخير” من هذه المبادرة الإنسانية المساهمة في تقريب الخدمات الصحية لساكنة المناطق الجبلية وتيسير ولوجهم للخدمات الصحية والإجتماعية عموما وتخفيف قساوة ظروف عيش الساكنة.
وفي تصريح لها بالمناسبة أكدت السيدة “مريم أكشار”، رئيسة نادي “معا للخير” على الدور الذي تلعبه هذه المبادرات الإنسانية في الإسهام في التخفيف من معاناة الساكنة بعدة مناطق جبلية وعرة الولوج، والتي تعيش ساكنتها ظروفا اقتصادية واجتماعية مزرية، مذكرة بمجموعة من القوافل الإنسانية والحملات الطبية التي سبق للنادي تنظيمها في عدة مناطق، ودعت مختلف مصالح الدولة للاهتمام بسكان هذه المنطقة بتنسيق مع المجتمع المدني، الذي لايدخر جهدا في القيام بواجبه من خلال دعم الفئات الهشة والمحرومة . كما عبرت المتحدثة عن إعجابها ببساطة السكان وحفاوة استقبالهم وتثمينهم لهذه القافلة التي ساهمت بلاشك في التخفيف من احساسهم بالغبن واللامبالاة تجاه مشاكلهم. كما شكرت كل المشاركين في هذه الحملة وكل من ساهم من قريب أو بعيد في نجاحها وتحقيق أهدافها.
كما أكدت من جهتها السيدة “سهام ألحيان” نائبة رئيسة جمعية “أمود الخير للتنمية الإجتماعية” ونائبة “نادي معا للخير”، على الأهمية القصوى التي تكتسيها هذه القافلة التضامنية بشقها الاجتماعي والصحي والتنشيطي في منطقة نائية من المغرب العميق تفتقر الى أدنى شروط العيش الكريم، حيث أتاحت القافلة لساكنة دواوير فاغن، زاغن وأرازن فرصة الاستفادة من فحوصات طبية وأدوية، فضلا عن مواد غذائية وأغطية هم في أمس الحاجة اليها في هذه المنطقة الجبلية التي تعرف بردا قارسا وظروف عيش قاسية وتعاني الفقر والتهميش، كما كانت فرصة لتنشيط فقرات لفائدة أطفال المنطقة المحرومين من حقهم في اللعب والتنشيط، والذين ترتسم على وجوههم ملامح الحرمان وقساوة الظروف التي يعيشونها والتي تضاهي قساوة تضاريس قراهم، داعية الجهات المعنية الى الالتفاتة لهذه المنطقة وإيلائها العناية اللازمة من خلال العمل على توفير شروط العيش الكريم وضمان استفادة الساكنة من حقهم في الصحة والتعليم والماء الصالح للشرب وغيرها من الحاجيات التي تؤمن لهم الكرامة .
وتقدمت بالشكر الجزيل لكافة الأطر الطبية والتمريضية وكل المحسنين والسلطات المحلية والإعلاميين وكافة الفاعلين والمساهمين في إنجاح المبادرة التي توجت بتوزيع أزيد من 200 قفة من المواد الغذائية و 210 غطاء وألبسة وأحذية …
وأشار الدكتور “محمد بيزران”، طبيب جراح بأكادير مشارك في الحملة، أن المبادرة تنظم في منطقة تفتقر لأدنى البنيات التحتية والخدمات الصحية، معبرا عن تفاجئه بالعدد الهام لحالات السكري التي تم الكشف عنها وربطها بالنظام الغذائي، الى جانب أمراض مزمنة أخرى منها الضغط الدموي وأمراض العيون والروماتيزم والمسالك البولية والغدة الدرقية بسبب النقص في مادة اليود والأملاح المعززة باليود وحالات تحتاج الى تدخلات جراحية، وأشار الى أن هناك حالة مستعجلة تم نقلها باستعجال الى مستشفى تارودانت، ويتعلق الأمر بطفل سنه 14 سنة ولديه حالة تعفن تقتضي تدخلا جراحيا مستعجلا ، وأضاف المتحدث أن الحملة تضمنت أيضا خدمات التوعية الأسرية والكشف الأولي لسرطان الثدي وعنق الرحم.
وهو ما أكده الدكتور عبد الكريم كركاش ، طبيب مشارك في هذه الحملة الطبية، إذ اعتبرها استجابة للحاجة الملحة لساكنة هذه المناطق النائية للخدمات الصحية ، مضيفا أن هذه الحملة سمحت بالكشف عن العديد من الحالات التي تحتاج تتبع العلاج من خلال إجراء تحليلات طبية أو فحوصات بالأشعة لتتم إحالتها الى المستشفى الإقليمي لتارودانت، وحالات أخرى تمت إحالتها على المستشفى الجهوي الحسن الثاني باكادير ، معبرا عن تشجيعه لهذه المبادرات واستعداده للمشاركة فيها.
متابعة/ مصطفى رمزي.
تقرير : محمد غازي / تصوير : محمد بايلا.
مناقشة هذا المقال