أتيك ميديا:سعيد رحيم
في قدرنا أن نكتب عن المراعي في تيزنيت في كل فصول السنة، لأنهم يريدون تيزنيت مدينة للمراعي والرعي الجائر. تابعوا معي هذه الملهاة والمأساة، في كل شهر أكتوبر يتم الترويج لمدينة تيزنيت كمدينة مراعي، أي منطقة جذب للرعي والرعاة، وطبعا هذا الترويج يتم بتمويل عمومي وغطاء حزبي لايخفى عن أحد، وتحت عنوان ملهاة احتفالية كبيرة. ومباشرة بعد مهرجان المراعي تنطلق نياحة جماعية من أدرار إلى أزغار تعلن مأساة الرعي الجائر ومخلفاته على ممتلكات المواطنين.
لنتابع هذه الفانتازيا بقليل من الأسئلة ، وننسى قليلا لغة الماركوتينغ الطفولي للنموذج التنموي الذي يوهموننا انهم اكتشفوه في إقليم ينتمي لدولة اعترف رئيسها بفشل نموذجه التنموي!
أي قيمة مضافة يقدمها مهرجان المراعي لإقليم يعاني من تخمة مهرجانات متشابهة؟ كم تكلفته من الدعم العمومي ؟ ماهي نتائجه وانعكاساته على الفلاح البسيط ؟ ما مدى تأثيره على النشاط التجاري للمدينة؟ هل يحمل عمقا ثقافيا من قبيل برمجة ثقافة الرحل وإبداعاتهم في الشعر والأهازيج الشعبية مثلا؟ هل إدارة المهرجان تملك رؤية ومشروعا غير أوفردوز ” النشاط حتى شاط”؟ كيف سيساهم هذا المهرجان في الحد من شطط الرعي الجائر ؟ ألا يروج هذا المهرجان للإقليم كمنطقة جذب للرعي وبالتالي يتحمل مسؤولية تجاوزات رعي غير منظم ؟ هل يملك الفاعل السياسي والمدني بالمدينة القدرة على فتح نقاش حول هذا المهرجان ؟
اعرف أن جزء كبير من الطبقة السياسية لن تستطيع أن تحمل هذا النقاش إلى داخل المؤسسات، وأن الفاعل المدني فقد استقلالية القرار منذ اللحظة التي أصبح همه كيف يحظى برضى الفاعل السياسي حتى لا يحرم من الدعم العمومي، ولكن مع ذلك نعيد فتح النقاش حول المراعي والرعي و”الرعاة”، الذي سيبقى تعبير من التعبيرات المكثفة عن الرعي السياسي الجائر بالإقليم ….مرة أخرى تيزنيت تحتاج إلى الكبار.
الإعلانات
مناقشة هذا المقال