لم أكن أعرف كلمة “البيليكي” قبل أن ينطق بها النائب البرلماني اليزمي للدفاع عن معاشات النواب البرلمانيين، لأنها لم تكن مستعملة في محيطي السوسيو ثقافي وعوضت ب “فابور” للدلالة على نفس المعنى. و” البيليكي” قد تكون تحويرا لجملة “ب لي كاين”. وقد استعملها النائب البرلماني في معرض دفاعه عن “المنتخبين”، خاصة البرلمانيين، واعتبر مهامهم الإنتدابية “عملا” يستحقون عليه “أجرا” بل “أجورا” في حالة تعدد المهام، ولا يمكن حسب تصوره للموضوع أن يتركوا “أشغالهم” الشخصية ليخدموا الشعب ب”البيليكي” أو “فابور” حسب المعجم المألوف لدي. ولم يع النائب المحترم من خلال ردة فعله أنه يحول العمل النيابي إلى مهنة مؤدى عنها، ووظيفة يتم الوصول إليها بدون مباراة الإنتقاء، كما يبخس من خلال تذخله كل العمل التطوعي الذي يقوم به المجتمع المدني المغربي في مجالات عدة دون أن ينتظر من ذلك جزاءا و لا شكورا ولا أجرا ماديا. فلو كان الجميع يرفض العمل ب”البيليكي” لتوقف كل العمل الخيري والمدني في الوطن، ونعلم جميعا دور هذا العمل في تجاوز العديد من الصعوبات والاكراهات في عز الأزمات. ولنا في أزمة كورونا خير دليل.
طبعا لا أحد يمكن أن يطالب البرلمانيين والمنتخبين عموما بالقيام بمهامهم دون تعويضات معينة تسمح لهم بالقيام بمهامهم على أحسن وجه، لكن أن تتراكم هذه التعويضات بتراكم المهام ويزداد مبالغها في ظل انتشار خطاب الأزمة الاقتصادية، ثم تترك لهم معاشات لن يحلم بها أستاذ قضى حياته في تربية الأجيال ولا عسكري دافع طوال حياته عن حوزة الوطن فذلك أمر يحتاج لوقفة تأمل.
مناقشة هذا المقال