قلنا دائما أن الديمقراطية هي الأصل، وستظل معركة كبيرة ومستمرة تحتاج الى نفس طويل وديمقراطيين حقيقيين لتحقيقها.
الديمقراطية ليست مطلبا يُنتزع من السلطة، إنها مبادئ وقواعد كبرى موجهة للوعي والممارسة، والتنظيمات والأفراد الذين لا يتبنون الديمقراطية فكرا وسلوكا، لا يمكن أن يطلبوا من الدولة ومؤسساتها أن تكون ديمقراطية أكثر منهم.
الرأي يظل رأيا وحريته يجب أن تظل مكفولة بيننا مهما اختلفنا معه، فلنتوقف عن خطابات التخوين والمزايدة في الوطنية، فليس من مصلحة أحد تغذية وهمٍ يشكك في وطنية ووحدوية أبناء المغرب لمجرد تعبيرهم عن آراء مختلفة بخصوص قضايا سياسية.
من حق المغاربة الاختلاف حول التطبيع مع اسرائيل، ومن حقهم التعبير عن آرائهم بحرية ما داموا لا يحاولون فرضها بالعنف أو بطرق غير مشروعة، ولنتذكر أن دستور الدولة يكفل حرية التعبير والرأي في إطار القانون.
لا يمكننا أن ندعي الدفاع المشروع عن قضايا وطنية وانسانية أساسها العدل والانتصار للانسان أولا، في الوقت الذي نبحث فيه عن “تغراق الشقف” لبعضنا البعض، ونتفنن في إذاية الناس والتجني عليهم ومهاجمتهم لمجرد أننا نختلف معهم في الرأي، وننسى للحظة أننا أبناء وطن واحد بنفس الهموم والتحديات.
إن الحرية قيمة والديمقراطية قيمة والاختلاف حق والنقد حق والخطأ نفسه حق. أما الحقيقة فتظل نسبية مهما ادعينا الإطلاق. فلنتعلم إذن كيف نكون ديمقراطيين، ولنتأمل المجتمعات الديمقراطية لنكتشف كيف تتعايش فيها المتناقضات، وكيف تكفل للجميع التعبير الحضاري عن الاختلاف حتى مع كبرى القرارات التي تتخذها الدول والحكومات.
لنحرر نقاشنا العمومي من العنف، ولنتعاون لنُثْبِت أننا شعب جدير بالديمقراطية.
مناقشة هذا المقال