شجرة أركان المجيدة المباركة التي لا نظير لها في العالم، تلك التي تحمل تاريخها العريق وسيرة الأرض في تفاصيل جذوعها وأغصانها وجذورها الغائرة في التربة الصخرية.
الشجرة التي تحملت غضب الطبيعة وغلواء الإنسان وطيشه منذ أزمنة سحيقة، الشجرة التي عُرفت بصبرها على المحل والجفاف في مناخ شبه صحراوي، وبسخائها الكبير رغم كل التقلبات التي صارت تهدّد كيانها من أساسه.
الشجرة التي أعطت على مرّ العصور دون أن تأخذ شيئا. والتي تبدو في الصيف مثل سدرة من الشوك، ثم تتحول في فصل الربيع إلى شجرة خضراء يانعة، يعلوها الماعز ويتسلق أغصانها برشاقة مدهشة وفي مشهد لا مثيل له.
الشجرة المغربية الأصيلة، السوسية المنبت والثمار والثقافة، تربطها بالإنسان الأمازيغي ـ المرأة خاصة ـ علاقة وجودية أعمق من مجرد علاقة انتفاع.
هذه الشجرة صار لها الآن يوم عالمي أقرته الأمم المتحدة، في غفلة من أبناء الوطن الذين لا يبدو أن ذلك قد نال اهتمامهم. ولو حدث هذا في بلد آخر من بلدان العالم التي لا أثر فيها لشجرة أركان لاحتفلت بها أيما احتفال.
اليوم بعد أن صار لشجرة أركان يوم عالمي هل يستيقظ ضمير المسؤولين المغاربة لوضع سياسة جديدة لهذه الشجرة حماية لها ورعاية لبيئتها الطبيعية ولكل منظومة العلاقات والقيم الثقافية التي ترتبط بها، وخاصة منها ذات العلاقة بعمل المرأة القروية، في زمن أصبح فيه الرعي الجائر والتصحر والتهميش والفقر ومشاريع الاستغلال الخرقاء وغير الحكيمة، أصبحت تمثل تهديدا خطيرا لها وللإنسان السوسي الذي يشترك معها في التاريخ والمصير ؟
مناقشة هذا المقال