Atigmedia
المصداقية والدقة في الخبر

يوسف غريب : مشروعنا التنموي قرار مستقلّ وسيّاديّ.

في الوقت الذي بدأنا نعتزّ بجملة التدابير والقرارات السيادية التى اتخدتها الدولة خلال هذه الأزمة الوبائية بدون الاعتماد أو الإتكال على أحد.. بدءاً بإغلاق الحدود على الجميع.. إلى اعتماد عقار الكلوروكين كعلاج لفيروس كورونا…والذي اعترفت به مؤخرا منظمة الصحة العالمية بعد إعتراض سابق..

في خضم هذه الانتصارات آخرها تصدير الكمامات إلى معظم الدول الافريقية والأوربية.. لنستيقظ على تصرّف يشوْش علينا نشوة استقلالية قرارنا السيادي وبهذه التغريدة لسفيرة فرنسا بالمغرب تخبرنا من خلالها على الخطوط العريضة للمشروع التنموي حتى قبل أن يتطلع عليه صاحب الجلالة وعموم المغاربة عبر إطارات السياسية والنقابية والمدنية والإعلامية..

ليعود بنا هذا التصرف الذى قام به رئيس اللجنة الملتزم قانونيا وأخلاقيا بواجب التحفظ.. احتراما لجلالة الملك الذي عيّن أعضاءها..

ومن خلاله احترام لعموم المغاربة الذين وقفوا عند هذا الخطأ الفادح واللامسؤول عن مرض التبعيّة لماما فرنسا لدى بعض النخب المغربية.. بل هو تجاوز لأعراف وبروتوكل التعامل مع البعثات الدبلوماسية حيث أن اللجنة المشرفة على إعداد المشروع التنموي ليس مؤسسة دستورية بل فريق عمل تحت إشراف عاهل البلاد وبمهمة محدّدة في الزمان والموضوع..

والغريب أن من يعيد قراءة تغريدة سفيرة فرنسا بالمغرب ومن خلال أسلوبها سيلمس هذا الاستعلاء الكولونيالي وكأنها مقيمة عامّة إذ اعتبرت أنه من البديهي أن تتطّلع على مشروعنا قبلنا جميعا أفرادا ومؤسسات البلد..

لذلك نعتبر أن ماقام به رئيس اللجنة يستوجب المساء لة والمحاسبة جراء هذه الإهانة التى تعرضنا إليها عبر هذا السلوك الغير الطبيعي والشاذ في الأعراف الدولية..

هو مشروع المغاربة وبأيادي مغربية ولصالح المغاربة.. وأيّاً كانت صياغته ومحتواه.. وحتّى بنواقصه.. يبقى انتاجاً مغربيا نحن أولى أن نطلع عليه قبل أي أجنبى آخر.. ولسنا تلامذة كي ينقطنا أحد..

وبالرغم من نفي ذلك من طرف رئيس اللجنة وعبر منبر إعلامي ناطق بالفرنسية صبيحة اليوم…بعد تأكيد الاتصال مع السفير فإن الدخان يفضح دائماً مكان تواجد النّار

لقد أظهرت هذه الأزمة للجميع أن الدول التى دبّرت تدبير الجائحة بشكل جيْد هي تلك اعتمدت على ذاتها وقدرات شعبها.. كما في بلدنا.. وتلك قوّتها.. ولن نقبل والحالة هاته أن يعيدنا تصرّف شخصيّ إلى ماوراء كورونا.. في الوقت الذي نأمل في مغرب ما بعد كورونا..

مغرب القرار السيادي المستقل القادر على الدفاع على مصالحه الحيوية والاستراتيجية… وفق مبدأ الشراكة والتعاون… لاغير..

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.