Atigmedia
المصداقية والدقة في الخبر

يوسف غريب : عبد المجيد تبون يقترض من الجزائريين للدّفاع عن الصحراء (الغربية).

” ومن هذا المنبر أدعو مجلس الأمن الدولي للاجتماع في اقرب الآجال واعتماد قرار ينادي من خلاله بصفة رسمية إلى الوقف الفوري لكل الأعمال العدائية عبر العالم لاسيما في ليبيا, دون إغفال الأوضاع في الأراضي التي تعيش تحت الاحتلال كما هو الحال في فلسطين والصحراء الغربية”

أكيد أن أغبى واحد فينا وفي العالم سيعرف أنّ هذا الكلام
لا يمكن أن يصدر إلاّ عن الجزائر الرّسمية بزيّها العسكري كأسطوانة مخدوشة تعزف دائما في كل اللقاءات والمحافل الدّولية آخرها قبل يومين اللقاء الإفتراضي لدول عدم الانحياز..

أنا أيضا أتوجّه إليك من خلال هذا المنبر الإعلامي لا للحديث من جديد عن منسوب صراخكم المرتفع جدّاً هذه الأيام اتجاه بلدنا ففي الرد الدبلوماسي الرزين لوزير خارجيتنا كاف ومناسب حسب سياق اللحظة…لكنّي لاحظت بعد الإطلاع على خطابكم المنشور بالكامل في الصفحة الرسمية لوكالة الأنباء الجزائرية وعبر الفيديو الإشارة إلى اليمن كإحدى الدول التي طالبتم بإيقاف العدوان عليها.. وبعد ساعتين من ذلك..
نعم ساعتين فقط.. يتمّ حدف دولة اليمن بالمرة في الخطاب بشكل نهائي..مما يعتبر بالفعل فضيحة دبلوماسية وأخلاقية حسب الأعراف والتقاليد الدولية.. إلى درجة أن بعض الجرائد اليمنية نوّهت بهذا الموقف ( البطولي) لبلد المليون والنصف المليون شهيد..

ولم تدم للأسف هذه الفرحة طويلاً حتّى اكتشف العالم بأنْ الجزائر الرسمية-العسكرية فقدت استقلالية قرارها السّيادي بالكامل وأصبحت ألعوبة في يد الإمارات والسعودية الدولتان المشرفتان على العدوان الغاشم على اليمن..

ساعتان فقط كانتا كافيتان كي يتغيّر موقف رئيس دولة تبجّح قبل أيّام برفضه القرض الخارجي حفاظا على استقلالية القرار السيادي.. وتحصّنا من أيّ ضغط خارجي…والحال أنّكم في أوْل منعرج سقط القناع على هذه الوجوه الجاثمة على بلد الشهداء والاحرار.. بل دأبوا على إهانة دمائهم الطّاهرة..

ساعتان فقط…كانت كافية كى يعرف العالم أن جينيرالات الجزائر أسود من ورق لاغير…أما مسألة المواقف و الانتصار لقضايا الشعوب العادلة فهي فقط للاستهلاك المناسباتي بدليل أن الجزائر الرسمية تستحضر دائما القضية الفلسطينية.. لكنّها لا تجد أدنى حرج في الانضباط حد الخضوع المذلّ لدولتين يطبّلان لصفقة القرن.. وخاصّة الإمارات العربية المتحدة.. ممّا يعطي الانطباع على أن الجزائر اليوم مستعدّة لتغيير موقفها من القضية الفلسطينية في أقل من ساعتين إذا تحرك الهاتف الخليجي..

بل كل مواقفها السابقة واللاحقة إلاّ الموقف من المغرب ومن مصالحه الاستراتيجية والوجودية.. فالأمر لم يعد موقفا.. بل مرض خبيث أصاب هذه الطغمة العسكرية شفاهم الله منه.. في هذا الشهر الفضيل..

أمّا الآن وانتم بهذا الضعف والوهن كبيت العنكبوت حتّى أنّ دويلة تدخلت في تغيير مواقفكم فلن يزيد ذلك الّا توسيع هذه العزلة الدّولية لكم مقابل الاحترام والتقدير للمغرب ولمواقفه الواضحة داخل الساحة الدولية المنتصرة لمبادئنا بكل ارثها التاريخي والحضاري- والإنساني.. ويكفي التأمل في خطاب الخليج لعاهل البلاد بالرياض ( أبريل 2016)

( … إن المغرب حرّ في قراراته واختياراته.. وليس محميّة تابعة لأيّ بلد…) ثم يضيف ( فالوضع خطير خاصّة في ظلّ الخلط الفاضح في المواقف وازدواجية الخطاب.. بين التعبير عن الصّداقة والتحالف.. ومحاولة الطّعن من الخلف..)

هو الفرق بين دولة ذات سيادة.. وبين جارتنا – للأسف – حيث يتمّ إهانة تاريخها التحرّري وبهدلته عبر سلوكات ومواقف هذه الطغمة العسكرية الانكشارية.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.