الداخلية تشكل لجانا لمراقبة عمل رجال السلطة “الكبار” خارج مكاتبهم
يرفض العديد من الولاة والعمال التجاوب مع التعليمات التي يصدرها عبد الوافي لفتيت، وزير الداخلية، أبرزها دعوة المسؤولين الترابيين في الجهات والأقاليم مغادرة مكاتبهم، والإنصات إلى المواطنين، والتفاعل مع مشاكلهم، والعمل على حلها في مكانها، بدل استعمال الهاتف من داخل المكاتب المكيفة.
وشكلت الإدارة المركزية لوزارة الداخلية، بتعليمات من الوزير الوصي، لجنا خاصة، من أجل مواكبة وتتبع الولاة والعمال الذين يغادرون مكاتبهم، وينزلون إلى الشارع من أجل التحاور مع المواطنين، وحل مشاكلهم مهما كان نوعها وطبيعتها، ومراقبة المسؤولين الترابيين الذين يعشقون المكوث في مكاتبهم المجهزة أحسن تجهيز، ومن وسطها، يعملون بطرق تقليدية على إصدار الأوامر للباشوات والقياد من أجل أن يحلوا محلهم في التحاور مع المحتجين والغاضبين.
ووجه صناع القرار في وزارة الداخلية، إلى مختلف الولاة والعمال في الجهات والأقاليم والعمالات، رسائل ومذكرات، ذات طابع تحذيري، إذ أصبح من المتعين على كل سلطة عمومية الحضور الدائم بالميدان، والإنصات لنبض الشارع وحاجيات المواطنات والمواطنين”.
وعلمت “الصباح”، أن المصالح المركزية لوزارة الداخلية، توصلت بتقارير أولية عقب اندلاع أحداث الحسيمة، تفيد أن العديد من الولاة والعمال لا يغادرون مكاتبهم، وغالبا ما يكلفون الكتاب العامين للنيابة عنهم في ما يحدث خارج أسوار الولاية أو العمالة، نظير والي جهة فاس مكناس، القادم إلى الإدارة الترابية من قطاع الإسكان والتعمير، وعامل سيدي قاسم، القادم إلى الوزارة من عالم الصيدلة والطب، إذ رغم مكوثه لسنوات في الإقليم نفسه، لم يسبق له أن زار بعض الجماعات التي لا يعرفها إلا من خلال خريطة الإقليم الموضوعة فوق مكتبه.
ويبقى عامل إقليم القنيطرة من أبرز الوجوه في الداخلية التي لا تؤمن بالعمل خارج المكتب، إذ عمل على إعادة ترميمه وإصلاحه، واستقدم لذلك “حرايفية” من تارودانت التي كان يشتغل فيها، وغير كل “الديكورات” في مكتبه الذي يستقبل فيه علية القوم، ضمنهم منعش عقاري أصبح يسيطر على كل شيء في القنيطرة.
ومنذ تعيينه على رأس إقليم القنيطرة، لم يسبق لهذا المسؤول الترابي، أن زار حتى بعض الأحياء الشعبية الواسعة الانتشار داخل المدار الحضري لعاصمة الغرب، فبالأحرى أن يزور الجماعات التابعة للإقليم. ويعول هذا العامل كثيرا على التقارير التي تصله من مدير ديوانه، وعلى شخص مكلف بقيادة المشاورات و”التفاهم” مع مقاولين ومنعشين عقاريين وكل من يريد أن يحصل على ترخيص من أجل الاستثمار. ويبقى عامل تمارة الصخيرات من العمال الذين لا يغادرون مكاتبهم، ويفضل أن يظل من الصباح إلى المساء في مكتبه، خوفا من ارتفاع منسوب الضغط، خصوصا أنه سبق له أن نقل على وجه الاستعجال إلى إحدى المصحات بالرباط، بسبب ارتفاع الضغط الدموي.
وليس خافيا على وزارة الداخلية، أن عامل الخميسات بدوره لا يحبذ فكرة العمل خارج بــرودة المكــاتب، خصوصا في فصــل الصيف، حيت ترتفع درجة الحرارة، شأنه في ذلك شأن عامل الناظور الجديد الذي وضع قطعتين أرضيتين للبيع في القنيطرة، حصل عليهما عندما كان كاتبا عاما في القنيطــرة في عهد الوالي عبد الله المسلوت، في تجزئة تابعة للمجلس الإقليمي الـذي كان يرأسه صديقه ادريس الراضي، القيادي في حزب “الحصان”. عبد الله الكوزي