نقطة نظام : تخوفات…ما بعد وقفة الرباط المثيرة للجدل !!!

الخوف كل الخوف ان تتحول الوقفات اوحتى المسيرات لدى البعض من أبناء سوس إلى مطية لتحقيق المآرب ووسيلة لخلق جسر للتواصل وفتح مفاوضات وحوارات مطيوخة مع بعض المسؤولين او الوزراء التابعين للحزب المعلوم المسؤول المباشر عن كل مآسي آدرار ، كما حدث في التجارب السابقة ، وأن تذهب بذلك كل مجهودات المناضلين في الميدان وتحركات الساكنة في عين المكان ، التي تجندت خلال الأيام الأخيرة لوضع التعرضات ومواقف الرفض ضد المنتزه ، هباءا منثورا…
وللتوضيح ، فنحن لا نبخس موقف الغيورين على قضية الأرض والذين حضروا الوقفة بحسن نية وعن اقتناع بضرورة الدفاع عن الارض، العرض والكرامة … !.؛
ولكن حضور بعض العناصر التي توارت عن الانظار منذ مدة وتجاهلت قضايا آدرار يجعلنا نتخوف من شبح ان يتبخر هذا الحراك كله كسابقه عندما نجح حزب المياه والغابات في بلقنة تنسيقية آكال واختراق تنسيقية آدرار عبر تفريخ جمعيات تبعية من أبناء تلك المناطق حيث قبلوا بوعوده والتفوا حول مطالب الساكنة وأجهضوا كل مكاسب الحراك و ما تحقق خلال المسيرة المليونية بالدارالبيضاء…
وكانت النتيجة مأساوية إذ في الأخير استطاع أتباع بوغابة وخدمته جر مناضلي” الفيترينة ” الى الحوار المغشوش حيث تم تقديم تنازلات على حساب مطالب ساكنة ادرار كما حدث في القبول المخزي للقانون 113/13 حول الرعي الجائر و التطبيل المجاني للتحفيظ الجماعي الملغوم … والسكوت عن قضايا مصيرية تهم ساكنة آدرار….؛
إن مشروعية تخوفاتنا يفرضها الاختفاء الغريب لمناضلي الواجهة منذ مدة ليست بالقصيرة ليظهروا فجأة لتأسيس “جبهة” معزولة ، منتقاة بعناية ، و بشكل انفرادي دون إشراك باقي الفعاليات مع الإعلان المتسرع عن الوقفة في اوج عملية تسجيل التظلمات ودون استشارة باقي الأطراف…؟
فهل كان هؤلاء الناس يعيشون طيلة هذه المدة في وطن آخر غير المغرب ام انهم كانوا يتاجرون بالقضية من تحتها ، في المجالس الخاصة وردهات الإدارات ….؟
فالحقيقة تبرز أننا لم نكن نسمع لهم صوتا منذ ذلك الوقت الذي تفاوضوا فيه بشكل انفرادي على ظهر ساكنة سوس ، سواء مع الوزير ام مع والي آكادير….!..
والواقع يؤكد أيضا أنهم ظهروا من جديد في الساحة للركوب على العمل الميداني للمناضلين الذين ساهموا في توعية المواطنين بالجماعات وحرصوا على حث الساكنة على وضع التظلمات وتسجيل مواقف الرفض في السجلات بالجماعات و فرضوا على اغلب المجالس الجماعية الاعلان عن مواقف رفض للمنتزه ….؛
أمام كل ما يجري ، لا يسعنا إلا أن نحذر من محاولات اختزال القضية في المنتزه وتجاهل القضايا الأساسية الأخرى واستغلال الوقفة لتكسير ، إجهاض ما يبنى بالتدريج و بتباث على أرض الواقع وبالتالي تكسير الصفوف بغية تمرير الحوارات المغشوشة….؟!..؛
وهناك مؤشرات في هذا الإتجاه تثير قلقنا ، سواء في البيان الختامي حيث صمت بشكل مريب عن القانون 113/13 وتجاهل ببساطة قضية التحفيظ الجماعي ، أو في مشاركة عناصر مشبوهة في الوقفة وهي المعروفة بتاريخها الأسود والمتواطيء وبتجندها المستمر لتنزيل المخططات المضرة بمصالح مواطنات مواطني سوس الكبير ؛
ومرة أخرى نؤكدها : إن قضية الأرض والعرض والموارد ، لا تختزل في مشكل المنتزه وحده بل الامر أخطر من ذلك بكثير ويتعلق بسياسة عامة ينتهجها حزب التجمع الوطني للأحرار والوكالة التابعة له تستهدف الترامي على أراضي الساكنة الأصلية من أجل وضعها رهن إشارة الشركات والمستثمرين الخواص قصد انشاء محميات للصيد وما الى ذلك أو ارتهانها تحسبا لما تختزنه تلك الاراضي من معادن نفيسة….؟!!.؛
وتبقى كل الإحتمالات مطروحة وكل التساؤلات مشروعة لأن التجارب علمتنا ان مثل تلك المخططات تكون وراءها اياد خفية ، مؤامرات غير مكشوفة وسياسات لاتخدم الا مصالح المتنفذين..؛
فحذاري ثم حذاري من السقوط في المصيدة حتى لا نؤكل مرة أخرى من نفس الكتف…!