نقطة نظام : اللحظة تستوجب مثقفا متمكنا من آليات و ادوات البحث و التحليل العلمي والمنهجي…
شق البحث الأكاديمي مهم للغاية وليس في متناول الكل هو حصري على المثقف المتقن لأدوات البحث العلمي والمنهجي الشاق.وذاتية المثقف الباحث اكاديميا حاضرة بحمولتها الأيديولوجية التي لا يمكن فصلها أو الادعاء بتركها جانبا.ألم يكن غرامشي ،وهو المتخصص في فقه اللغة، ثم أصبح أحد منظري حركة الطبقة العاملة الايطالية واحد كبار المحللين الاجتماعيين.ذهب ادوارد سعيد في كتابه القيم المثقف والسلطة إلى القول” لم يكن غرضها( أي الحركة العمالية) يقتصر على بناء حركة اجتماعية بل يتعدى ذلك الى ‘تشكيل’ ثقافي أو فكري كامل مرتبط بهذه الحركة.
هناك أيضا بحثا أكاديميا خالصا لبول كيندي بعنوان القوى العظمى،التغيرات الاقتصادية والصراع العسكري من 1500 إلى 2000. هذا نموذج بحث أكاديمي ولكن في تناول فترة نهوض العالم الغربي والبحث في الاستراتيجيات الاقتصادية زمن السلم وزمن الحرب وتشكل الوعي الاجتماعي حسب مراحل تدرج العصر الحديث (نظريا من سنة 1500م) تجد الباحث الأكاديمي يغوص في النظريات السياسية و الأيديولوجية لفهم بعض التحولات الاجتماعية التي لا يمكن تقديمها هكذا نظريا.
اسوق أيضا هنا مثالا آخر استلهمته من محاضرة الدكتور مجدي حسن والمتعلق بماكس فيبر إلى جانب أطروحاته في السلطة و البيروقراطية لم يغيب دور البنية الفوقية ولم يغيب دور الفرد إلا يعتبر هذا من جهة تطورا مهما في الفكر الماركسي ومن جهة ثانية هو تطوير أيضا في الأيديولوجيات المبنية على مفهوم الصراع.
في الأخير يحضرني مثال بورديو واكتفي بطرح سؤال هل يمكن الفصل بين بورديو الباحث الاجتماعي الأكاديمي و بورديو العضو البارز في الحزب الشيوعي الفرنسي؟
منقول.