Atigmedia
المصداقية والدقة في الخبر

نظام الري بالخطارات بسوس الكبير تراث ثقافي وبيئي مهدد بالإندثار والدمار بسبب الإهمال .

بقلم مولاي مصطفى النقراوي .

تعتبر خطارات المغرب معلمًا اجتماعيًا واقتصاديا ،وتشكل تراثًا بيئيًا وطنيًا. ليست الخطارة مجرد نظام ري معقد يتغذى بالجاذبية وحسب ، بل هي تمثيل حي للنظم الاجتماعية المحيطة بها وتجسيد واضح لثقافة التوزيع والاستعمال المستدام للمياه. مما يجعل العديد من واحات النخيل الجبلية في وسط وجنوب المغرب مدينة لهذا النظام التقليدي.
تعتبر الخطارات من أقدم أنظمة الري التقليدية والمعقدة تقنيًا في المغرب. يعود استخدام هذا النظام إلى أكثر من ألف عام ، ويمكن العثور عليه في المناطق الجنوبية والجنوبية الشرقية من درعة وتافيلالت ومراكش وسوس ماسة وحدود جبل بني. عرف العديد من قنوات المياه الجوفية توقفا عن العمل في بعض المناطق بسبب تطور التكنولوجيا الحديثة للري ، لكن بعضها لا يزال يقاوم الجفاف من أجل البقاء ويستمر في إمداد العديد من القرى بـ “إكسير الحياة”: مياه للري والشرب.
يتكون نظام الخطارة نفسه من عدة مكونات وهي :
-قناة جوفية تجلب المياه من طبقة المياه الجوفية إلى السطح ،
-وسلسلة من أعمدة التهوية / الصيانة.

وسلسلة معقدة من قنوات السقي التي تُستخدم لري المساحات الزراعية. يمكن أن تمتد قناة المياه الجوفية بطول يصل إلى 45 كيلومترًا وبعمق يصل إلى 15 مترًا.
-أعمدة التهوية / الصيانة تكون متباعدة بين 5 و 25 مترًا.
ومن الملاحظ أن العديد من الخطارات في الأطلس الصغير أقصر بكثير وأكثر ضحالة من تلك الموجودة في المناطق الجبلية ،كما يختلف حجمها باختلاف الظروف الجيولوجية والبيئية التي بنيت فيها.

شهدت الأيام القليلة الماضية إنطلاقة ، مشروع بحثي أنثروبولوجي معتمد ، يضم فريقًا متعدد التخصصات من باحثين وفاعلين محليين ودوليين . يقوم المشروع على عملية مسح العديد من هذه الأنظمة في كل من جماعات أملن وتافراوت وآيت منصور وإسافن وطاطا وأقا وآيت أوابيلي وتغجيجت. يهدف هذا المشروع إلى فهم طبيعة هذه الكنوز المخفية وإشراك العديد من أفراد المجتمع المحلي المسؤولين عن الخطارات في هذه المناطق في عمليات الصيانة والمحافظة.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.