نزاع الصحراء-2- اوتاد لخيمة جد السيد جحا.
بقلم : عبد الله بن مولاي محند، العيون
هده الحكاية من احلام السيد جحا اليوم لا يمكننا ادراجها في سياق النوادر, لدا نلتمس العدر من القراء ادا خيبنا ظنهم ولم يجدوا في خاتمة هده السطور ما يبعث على الضحك, ان نسمي الاشياء بمسمياتها , ان نتجرد من كل الخلفيات ونتحدث بلسان طفل راى الملك عاريا فاشار باصبعه ونطق .
البداية سادتي , كان مقدرا للسيد جحا ان يقف على عتبة بوابة التاريخ , في بقعة من ارض الله , صناديق تنتظر ان تملا اوراقا يقر فيها انه ينتمي الى هده البلاد وتنتمي اليه , جمع اغراضه ترك الزرع وترك القطيع فابتلعته الكتبان ليلتحق بغيره ممن لبوا نداء واجب قالوا عنه مقدس ,…
للتدكير : هنا لا يجب ان نسال عن التواريخ لان التوتيق بداية زلة اسمها الخلود , المهم كالعادة عندما نسال الجدات عن تاريخ حدث ما او ازمة او فرح , لا ياتي الجواب رقما يحدد السنة وفق التقويم المعروف , ياتي الجواب كالتالي : في سنة القحط , او سنة الغزو , او في موسم الحصاد , او في زمن الرحيل الى فج او سهل او مرعى او حاسي , في زمن ما ارخته داكرتنا بموسم انتظار اقتراع سوف ياتي لينهي ازمة خيام مبعدة واحلام موقوفة ورغبات بسيطة جعلها السياج والمتاريس شبيهة بالمستحيل , ويتبت للبعض ان للسيد جحا جد نزح الى هنا ليرعى ابله وغنمه بعد انهيار السد مند زمن بعيد , خيام هناك, وهنا زنك وخشب واحياء جديدة سموها مدن الصفيح , سكن جحا طابور المنتظرين والتقارير تبعث والوفود تاتي وتدهب , والسنين تمضي , وحده جحا يفكر كلما امطرت السماء في صحرائنا في سقف يحميه من دموع السحاب , نصحه ولاة الامر بالصبر واكدوا له ان معاناته قريبا ستنتهي , وسيشرف الغرباء على شفافية الصناديق ,وبعد الفرز سيتاكد القاصي والداني, الجاروالبعيد, الصديق والعدو, ان للسيد جحا جد عرفت اوتاد خيمته رمال هده الارض مند القدم , سنوات تلتها سنوات ,مر الخريف وتناسل الشتاء ومدن الصفيح تكاتر فيها الخلق فانجبت من الانحراف ما انجبت , وحده السيد جحا يسال كل مرة الوفود ,عندما تاتي لتحصي النساء والاطفال والارامل والسكان, وتوزع الدقيق والزيت واللحم ,عن موعد قدوم الصناديق ليعود الى بيت الطين.
دائما ياتي الجواب سوف تنتهي اقامتكم هنا , وستدلون باصواتكم وستمنح لكم مفاتيح بيوت وستسكنون كبقية خلق الله شققا وسيلعب اطفالك يا سيدي جحا في عشب الحدائق وستكون لديك سيارة وزوجة تحبك وتنتظر عودتك من العمل كل مساء, وهده السنوات التي قضيتها وغيرك من ابناء بلدنا الابرار ستسجل كانجاز عظيم يدكره التاريخ ….
اختلف الاطراف عن عدد الايادي التي يمكن ان تملا الصناديق بالورق , فاقر الغرباء ان الصناديق التي ننتظرها فقدت شفافيتها , وانها لم يعد بامكانها ان تجزم بما لا يقبل الشك بوجود بقايا خيمة جد السيد جحا في هده الارض , فقرروا اخيرا هدم بيوت الصفيح ومنح السيد جحا بقعة ارض يبني فوقها بيتا لا يشبه بيوت الصفيح , جيران السيد جحا لا يملكون من المال ما يكفي لبناء الجدران وشراء الابواب والنوافد , فقرروا بيع قطع الارض , باعو كل شيء وعادوا الى بيوت الطين , واستولى السماسرة ومضاربوا العقار على ارض كان من المقرر ان يسكنها شعب انجيه حي الصفيح .
وحده السيد جحا يقف كل صباح امام بقعته ينتظر ان يفي ولاة الامر بوعودهم , ويحلم بغد يمتلك فيه بيتا واطفالا يلعبون فوق عشب الحدائق وزوجة تنتظره عندما يعود من العمل . ويصر ان لجده بقايا خيمة اخفتها زوابع الصحراء ولابد سياتي زمن تزيح فيه زوبعة اتية تلال الرمل لتظهر الاوتاد من جديد.