في سياق التضامن مع القائدة اليسارية نبيلة منيب كتب المناضل يزيد البركة : كنت سأصفق لبيان القضاة الذي يزرع الخوف من الدولة وأدعو إلى شنق الرفيقة منيب أمام الرأي العام التي تخاف على الوطن، لو أن المحكمة سارعت إلى فتح تحقيق في ما قاله الزفزافي في الجلسة حول تعرضه لأفعال تمس ،بأبشع ما يكون المس كرامة الانسان. أما إظهار الحمية ضدا على التعليق على التقاعس عن الانتصار لما ينص عليه الدستور وما تنص عليه العديد من الاتفاقيات الدولية حول حقوق الانسان فهذا لا يمكن أن يكون مبنيا على أي بذرة من الغيرة الوطنية التي حاول البيان أن يبني عليه حيثياته ، بل على العكس فإن غض الطرف عن أقوال الزفزافي يحيل على تاريخ أسود في حماية وحوش لا تفهم لا في الوطنية ولا في حقوق الانسان إذا مل كانت الأقوال التي صرح بها صحيحة ومن السهل جدا أمام الطب الشرعي التأكد منها . في الماضي ودون أن أتكلم عن تاريخ التعذيب الجسدي في هذا البلد، بل سأذكر بإيجاز بعض مما يتعلق منه بالحط من الكرامة ، تعرض الفقيه البصري للتعذيب بإدخال زجاجة الكوكاكولا عدة مرات في دبره وصرح بهذا ولم يتم انصافه، وتعرض سعيد بونعيلات في كل المرات التي يستدعى فيها للتحقيق لمارسات حقودة بمحاولات ادخال عصا في دبره من قاعة الاعتقال إلى مكتب التحقيق وإذا ما أراد النجاة من ذلك عليه الاسراع للوصول بسرعة إلى المحققين . مجموعة الشباب الصحراوي ومعها مصطفى الوالي بعد أن قاموا بمظاهرة في ماي 1972 بطانطان مطالبين بضرورة تحرير الصحراء من الاستعمار الاسباني كان الرد هو رميهم في حفرة وحلق رؤوسهم وتسليط القوات المساعدة عليهم للتنكيل بهم وضربهم وحرمانهم من الأكل والماء مع أن المظاهرة كانت من موقع الانتماء للوطن . النتيجة التي خلقها البلطجيون داخل الدولة الذين كانوا يحطون فعليا من كرامة الانسان ، والنتيجة التي خلقها القضاء الذي كان لا يسمع ولا يرى ، والنتيجة التي خلقتها الوزارات التي كانت تحمي من يخرق حقوق الانسان هي ما أوصلت البلاد إلى ما نعيشه اليوم من تمزقات الهوية وخفوت الشعور الوطني ، لا يمكن أبدا أن نقول أن ما كان يدفع أولائك كلهم حتى لا يقوموا بواجبهم في حفظ كرامة الانسان وحماية حقوقه أنها كانت وطنية بل على العكس تماما، لقد أضاع علينا أولائك عقودا طويلة من الزمن كنا سنربحها ليتقدم هذا البلد على درب التقدم الحضاري الانساني وعلى جرب توازن النسيج المجتمعي ،والخوف كل الخوف أن نعيد مرة أخرى خلق شروط العودة إلى ماض مقزز ، أدى في غياب قضاء عادل إلى رمي أبناءه من الجنوب بعيدا لتلعب بعقولهم دولة جارة ومرة أخرى ندفع بأبناء من الشمال للمجهول .