Atigmedia
المصداقية والدقة في الخبر

نخلة الجامع الكبير… إعدام شاهد على تاريخ تيزنيت

اتيك ميديا : لحسن بومهدي 

في البداية تحية لكل غيور على الموروث الثقافي والتاريخي للمدينة ، بهذه المناسبة الأليمة لفقدان عنصر أساسي يشكل إرثا ماديا وغير مادي بالمدينة العتيقة باعتباره رمزا من الذاكرة الجماعية لساكنة المدينة وزوارها من أنحاء المغرب وخارجه ، بما لها من خاصية من الناحية التاريخية باعتبار أن المفقودة كانت دائمة حاضرة في لحظات مند زمن ،وهذه النخلة بمثابة شهادة على أن تيزنيت في بداية نشوئها كانت عبارة عن واحة ووجود العين والنخيل بجواره، بالإضافة أن الساحة التي تحتضنها أي ساحة الجامع الكبير ابتداء من الفترة السعدية و هي أول مركز حضاري بالمدينة ، قبل ساحة المشور و مجموعة من المؤشرات تدل على ذلك ،أولها تواجد مقابر قديمة ومساجد “اداكفا،ايت محمد ،اضلحا وادزكري  .”

وحينما وصل المخزن إلى هذه المنطقة تمكن من السيطرة على العين، وبالتالي بناء قصبة المعروفة حاليا بقصبة « اغناج » نسبة إلى القائد العسكري الذي ينوب عن المخزن، والدخول في إعطاء الأبعاد الحقيقية لهذه الساحة والتي تشكل النخلة عنصر أساسي ورمزي لها ،بالإضافة إلى معلمة الصومعة الفريدة من نوعها بالمغرب ، والتي توجد مثيلتها بإفريقيا جنوب الصحراء واخص بالذكر مالي بمدينة تومبوكتو، وهناك باحثين قاموا بالبحث والمقارنة مع مثل هذا المعمار بمدينة “دجيني” بمالي.

فهذه النخلة ساهمت كذلك في نبش تاريخ عهد الاستعمار الفرنسي للمغرب وبالضبط سنة 1912 التي كانت لحظة انطلاقة حركة احمد الهيبة ماء العينين بساحة الجامع الكبير، التي كانت بمثابة المنطلق لتحرير المغرب من الاستعمار الفرنسي في الشمال والاسباني في الجنوب وأقصى الشمال ، مع العلم حسب الحكاية الشفاهية هذا القائد احمد الهيبة امتطى وركب جواده الأبيض و كانت مبايعته من طرف قبائل ايت تزنيت واحوازها ،وفعلا كانت الانطلاقة أمام المسجد أي قربة النخلة ونعرف مآل هذه الحركة بسيدي بوعثمان نواحي مراكش.

بالإضافة إلى الدور الذي لعبته ساحة الجامع الكبير و النخلة شاهدة على ذلك ،احتضانها للاحتفالات الشعبية مثل اسايس احوايش وفرجة امعشار ، اهمس في أذن الذين أزالوا “تسي امي الجامع” والتي أصبحت كمكان في المقابل لمشاهدة النخلة الفقيدة ، ومن بين الأسباب التي عجلت في سقوطها الأوراش التي طالت ولم تجلب الاهتمام والانتباه.

و ما أثارني كذلك أثناء الاجتماع حول مصير النخلة، ماهو الدور الذي تقوم به المندوبية الإقليمية للأوقاف في المساهمة في حال اشكالتين .،

الأولى مقبرة سيدي عقوب التي اقترح أن يكون فضاء مفتوح بساحة المسجد وتوجد بها نخلة دون اللجوء الى زرع نخلة أخرى، في نفس مكان الهالكة .

ثانيا ماهو مآل المحلات المتواجدة أمام مدخل المركب الثراتي قصبة اغناج والتي أوقفت إتمام مشروع الساحة الخلفية للمسجد ،بدل البحث في نقطة كيف سنقتلع النخلة ولا نفكر كيف سنساهم في تنمية وخلق فضاءات مع الحفاظ على موروثنا الثقافي والروحي والتاريخي دون تبسيط الأشياء و اقتصار الموضوع في نخلة اكسيسوار للديكور يؤثث الفضاء فقط.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.