مونديال قطر: في مباراة نصف النهائي بين المغرب وفرنسا.

على بعد أقل من ثمان ساعات، سيشهد ملعب قطر مباراة تاريخية بين المغرب وفرنسا. تاريخية لأن أحد أطرافها ( المغرب) سيخوض هذه المباراة لأول مرة في تاريخه وتاريخ إفريقيا كممثل لها وكممثل للأمة الإسلامية بكل مكوناتها اللغوية….. وتاريخية لما يجمع البلدين من تاريخ، لأن بلد المغرب سيخوض هذه المباراة كمستعمرة سابقة لفرنسا إبان المد والتوسع الإمبريالي. ولاحقا يعتبر المغرب ومعه دول إفريقيا أخرى حديقة خلفية للدولة الفرنسية. وما يستتبع ذلك من تبعية سياسية واقتصادية ولغوية لازالت قائمة لحدود تاريخ النزال الكروي.
ستشد الأنظار وتحبس الأنفاس ترقبا لنتيجة هذه المقابلة التاريخية، والشعب المغربي كله أمل وفريقه لانتزاع النصر لتعزيز مركزه التاريخي الكروي( بلوغ النهاية على الأقل ولما لا الظفر بالكأس…). خصوصا ما أبداه الشعب المغربي ومعه جزء مهم من العالم من فرحة عارمة تجسد ثأرا لسنوات استحودت أقدام أوروبا وأمريكا اللاثينية على هذه اللعبة، ثأرا وردا للاعتبار ولو بنصر معنوي إن لم يكن نصرا مكتملا فيها وهذا غير مستبعد، مادام المنتخب المغربي لكرة القدم أطاح بكبريات المنتخبات الكروية العالمية والتي تتربع على عرش هذه اللعبة من خلال الدوري المحلي أو الليغا وغيره ( إسبانيا، البرتغال….).
سيبدأ النزال بالأبعاد والمعطيات التاريخية( السياسية والتاريخية والاقتصادية…) السالفة الذكر على رقعة الملعب الخضراء بأبعادها الثابتة المعيارية والعالمية( طول الملعب وعرضه….) ونظام التحكيم….
ولأن كرة القدم تاريخيا غير بعيدة عن التوظيف السياسي والاقتصادي،. اليوم الديني …..فإن النزال سيكون ذا بعدين، البعد الرياضي الأصلي الذي أنشئت من أجله اللعبة، والبعد السياسي والاقتصادي…الخفي.
لكل هذا فإن التجارب السابقة أكدت أن النزال الحقيقي ليس ذاك الذي تتابعه الجماهير مباشرة على رقعة الملعب بأبعاده الرياضية والرياضية/ المسافات، وعلى شاشات التلفزيون و وسائط التواصل الاجتماعي وعلى منصات استديوهات التحليل الرياضي، بل سيكون ذاك الذي يخاض بالأبعاد الأخرى المذكورة سرا وليس علنا وبمعطيات وحسابات أخرى قد لا تعلمها الجماهير وحتى اللاعبين والطاقم التقني والإعلامي. هذا النزال الحقيقي الخفي هو الحاسم والمهم وقد سبق له أن حسم مباريات كروية قبل أن تحسم على رقعة الملعب، والأيام بيننا.