من هو احمد بنجلون؟بقلم يوسف بوستا.
![](https://www.atigmedia.ma/wp-content/uploads/2024/06/default-thumb-1.jpg)
المناضل أحمد بنجلون كما عرفناه!
في ذكرى رحيل القائد الملهم والمعلم النبراس
احمد الانسان المرح الذي أحب الحياة أكثر، هو عبد المومن الذي كان يتمنى الموت الف مرة وهو في قبضة الجلاد، وصار بعدها اكثر تطلعا نحو الغد الافضل واكثر اقبالا على حب الحياة، فقلما تفارقه الابتسامة وتغاذره لحظات الفرح والدعابة بالرغم من صلابة هيئته وصرامة تقاسيم وجهه، ولا يمكن ان تفارقه بعد اللقاء به ولو للحظات دون ان تسمع منه بعض المستملحات من حكايات تجعلك تبتسم، وان كنت محظوظا اكثر سيعتصر قلبك فرحا تتلوه ضحكات صارخة، كلما حكى نكتة بليغة تبتهج صدور مرافقيه وحوارييه حتى وهم في غاية الاهتمام البالغ وفي أقصى درجات الجدية خلال الاجتماعات الحزبية، ويتعمد بين الفينة والاخرى تكسير درجات التركيز والاهتمام بقشفاته المتفردة ليجعل الجميع يبتسمون لدرجة القهقهة حتى وإن كانت وجوه بعضهم مكفهرة!
هو المفكر والمثقف المنظر والكاتب الصحفي والمحامي، موسوعة فكرية اغنت الخزانة الحزبية والإعلامية والحقوقية والمهنية، وكان في قمة التواضع وكثير الإنصات بعمق للآخرين مهما اختلفت وجهات نظرهم، وللبسطاء من كل الفئات والاعمار، وكانت له قدرة متفردة في الصبر والجلد وتحمل كل الضربات الموجعة الاتية تباعا من كل الاتجاهات واضعا امامه كل تلك الأهداف النبيلة.
القائد النبراس، كان عنيدا صلبا في الدفاع عن المواقف بلا هوادة، كان في قمة البداهة في الرد على الخصوم والاعداء، وكانت له ملكات الاستشراق والحنكة الضرورية مما يجعله اكثر الماما وعمقا في نقاشاته ومواقفه واكثر قدرة على الإقناع وبلورة المواقف الجماعية، وكان مهووسا بأن تتحقق الأخوة المنظمة ذاخل الحزب لانها القوة الضاربة التي لا تهزم.
احمد المعلم، الاحتكاك به كمن يلج مدرسة في الأخلاق والصدق النضالي، وفي نبرات حديثة تتعلم معنى الوفاء والصمود والإصرار والتضحية، وكان حديثه عن التاريخ الذي خلفه وراء ظهره مع ثلة من رفاقه، بمثابة خزانات لا تنضب بالرغم من كونها تحكي عن معاناة وتضحيات فانها لا تخلوا من مستملحات تكسر صمت القبور، ورغم عدة حوارات اجراها الفقيد مع الصحافة الوطنية ومع عدة مؤلفين وكتاب إضافة إلى مذكراته التي خرج بعضها إلى النور في كتاب “الفنيق” لم يفصح عن كل شيئ.
لقد رحل رفيق محمود حاملا معه مسافات من الصمت رحلت معه بلا رجعة، لم يسعفه الزمن للبوح باشياء، كما لم يرغب في الكشف عن اشياء اخرى، عرفانا وتقديرا سواء للذين تحملوا أو الذين سقطوا!
02 يناير 2017