Atigmedia
المصداقية والدقة في الخبر

من تيزنيت إلى تافراوت ، الرسالة واضحة : لا زالت حليمة على عادتها القديمة….!

بقلم اوتلات عبدالقادر

في وقت تعيش فيه مدينة تافراوت أزمات خانقة على مستويات الصحة والبنية التحتية الطرقية وتعرف فيه العديد من المشاريع الحيوية التعثر، الإهمال ثم الإقبار…؟!
وفي وقت لا زالت فعاليات آملن وساكنتها تنتظر توضيحات بخصوص التحفيظ الجماعي الملغوم والذي وضعت في شأنه رسائل استفسار و طلب معلومات لدى المجلس الجماعي بدون أمل في الحصول على أجوبة شافية ..؛
وفي وقت يتعرض فيه ما يسمى بمشروع تزويد تافراوت بالماء الصالح للشرب انطلاقا من تيغراسن بجماعة تاسريرت للتماطل التسويف وزرع البلبلة و التضليل وسط الساكنة المستقرة التي تعاني ، هذه الأيام ، مع معضلة الماء الصالح للشرب حيث المواطنون يعيشون كابوسا مزعجا يقض مضجعهم وينغص حياتهم بسبب المشاكل اليومية مع قضية التزود بهذه المادة الحيوية… ؛
في ظل هذا الوضع المقلق ، وعوض ان يتحمل المسؤولون الإقليميون والمحليون والجماعيون مسؤوليتهم التاريخية لمعالجة الوضع ، يلجؤون كالعادة ، وعند اقتراب كل فصل صيف إلى المقاربة الفولكلورية الهجينة ، لإلهاء المواطنين وإبعادهم عن قضاياهم الحقيقية في التنمية ، لدرجة يبدو معها وكأن هذه الحالة ” التنشيطية ” أصبحت قدرا مكتوبا على جبين أهل تافراوت ولا تلوح في الأفق أية بوادر للتخلي عنها رغم كل الإحتجاجات من طرف الفاعلين الجمعويين من أبناء المنطقة…
وهكذا ، ومرة أخرى يخطف المسؤولون المحليون الأضواء بتماديهم في ممارسة البهرجة الفجة والتعاطي الفلكلوري مع متطلبات المواطن مما ينم عن احتقار فظيع لفطنة ساكنة المدينة و إهانة لمجتمعها المدني الذي مع الأسف لا زال يغط في سبات عميق..؛
ويهيؤون تافراوت مرة أخرى مع اقتراب فصل الصيف للإنغماس في التظاهرات والمهرجانات وقريبا المواسم التي لا تسمن ولا تغني من جوع في ظل ازمة الماء ، الوضع الصحي المتردي للمستشفى والحالة الكارثية للطرقات في كل ربوع الدائرة ….؛
والأكيد ان أغلب هاته التظاهرات ذات الطابع الفلكلوري الفج تندرج بالأساس ضمن أجندة التيارات السياسية التي تعمل على استغلالها للظهور بمظهر الفاعل المحوري والمحدد لتوجهات واحتياجات ساكنة تافراوت …..؛
والأكيد أيضا أن هذا المنحى يفقد التظاهرات الفنية بآدرار طابعها الجمعوي ، الثقافي والتضامني الذي يعد من أهم أهدافه الحفاظ ، تنمية وإبراز الثراث المادي واللامادي للجهة …؛
ان سياسة النشاط من أجل النشاط والمقاربة المبنية على تنظيم المهرجانات التي لا تراعي الوضعية المعاشة لساكنة المدينة و الغير مدروسة التوقيت والغير محددة الأهداف ، او التي تبقى مراميها هي ، بالدرجة الأولى، التدجين والإلهاء ،إن كل ذلك يدخل في خانة التدجين الجمعوي و التضليل السياسي ..!…
وبدل التمادي في سياسة صباغة الواجهة وإغراق شباب المدينة في مزيد من الميوعة السياسية والضحالة الثقافية ، ما على المتحمسين لهدا النوع من المهرجانات والمنظمين لها سوى تقديم فاتورة أعمالهم وحصيلة مرافعاتهم في المجال الحيوي المتعلق بتزويد مدينة تافراوت بالماء الصالح للشرب ومجهوداتهم لوضع الإجراءات الإستباقية لتوفير الأمن الصحي للمواطنين المستقرين والوافدين خلال فصل الصيف بكل مضاعفاته في ظل استمرار الوضعية الهشة للمركز الصحي بالمدينة.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.