بقلم عمر اضرموش OMAR ADERMOUCH
الموضوع منشور في بعض الجرائد
بالقرب من زقاق القصابين التجاري، وغير بعيد من ساحة جامع الفناء يتواجد جامع خربوش . نسبة الى امحمد بن الحاج خربوش الذي قام بتوسعته وتجديد معالمه في العشرينات من القرن الماضي .
المسجد في عهوده الأولى كان بدون صومعة ، ويقال أن صلاة الجمعة لم تقم فيه الا في سنة 1984 . و ينفرد المسجد بكون الراية التي يرفعها المؤذن عشية الخميس لونها أزرق وليست سوداء كما في المساجد الأخرى. ويتم تبديلها قبيل صلاة الجمعة براية بيضاء .
و للمسجد 3 أبواب ، كما كان في صحنه سابقا نافورة مزركشة بقرمود بديع .. و كانت بجوار المسجد رحبة للملح فتم ادماجها الى المسجد وتخصيصها كجناح للنساء .
الحاج امحمد خربوش كان أمينا لسوق الحبوب والقطاني ، أو ما يصطلح عليه رحبة الحنطة ، وكان أيضا عضوا منتخبا في اللجنة البلدية المشتركة سنة 1926 الى جانب الشخصيات التالية :
الحسين بن المدني القباج ( فلاح )
التهامي بن الحاج بنكيران( تاجر)
الحاج عمر بن الطالب ( مستشار )
محمد بن الطاهر الدكالي ( تاجر )
محمد بن الحاج مكي الصبان ( فلاح )
محمد بن الحاج الهاشمي ( فلاح )
عبد السلام بناصر ( ملاك )
عمر بن الحاج التباع ( مقدم الزاوية العباسية )
أنطوان امفوكش ( مقاول )
موريس كوزيتري ( تاجر )
بول شافان ( تاجر )
راوول جوسيم ( تاجر )
كليمون هيبيردار ( مطبعي )
بيير ليون ( مدير بنك المغرب )
جون كاسيليي ( صناعي )
ايشوا كوركوس ( رئيس المجمع اليهودي )
داوود درمي ( تاجر )
يعقوب حديدة ( مستشار )
الكاتب الفرنسي جوستاف بابان عاش في مراكش حوالي 8 سنوات ، وقد تحدث عن امحمد خربوش باسهاب . ننقل بحياد مقتطفات مما جاء في كتابه ”المغرب بدون قناع ” والذي ترجمه الى العربية ذ . عبد الرحيم حزل .
(( .. يمكنني الحديث عن المغرب بمعرفة ويقين فما كتبت عن شيء الا ودعمته بالشهادات و الوثائق ، و أشهد الله على ما أقول ….
يقصد رحبة الزرع كل صباح من الفلاحين البسطاء يحملون محاصيلهم الهزيلة في ركبهم الصغير المتكون عادة من جحش أو اثنين ، أوجمل أواثنين ..
ما ان يصل الركب الى الرحبة حتى يلقاهم خربوش أمين الحبوب .. يرافقه مخزنيان أو ثلاثة قد لا يكونون شرعيين ، ذلك أنه يكفي أن يضع لص طربوشا مخزنيا فيجعل من نفسه رجل درك.. أما باقي أفراد الفرقة فهم غلمان مدربون على سرقة حفينات حبوب من ” الشواريات ”
من دون نقاش تشترى الحمولة بالسعر الذي يحدده الأمين المزعوم . ففي عام 1926 ــ ابان المجاعة ــ كان يؤدى لهؤلاء الفلاحين الفقراء مابين 75 و90 فرنك للقنطار فيما كان مستوطنونا الفرنسيون يبيعون حبوبهم بأكثر من 160 فرنك .. ولو جازف أحد هؤلاء البؤساء بالاحتجاج فان بعض اللطمات من الشرطي كفيلة بانهاء المشكلة .
وكل احتجاج سيكون من غير طائل ، فالبضاعة حينئذ تكون بين يدي المدعو خربوش ، ولو حدث خلاف فالأمر سيرفع الى محكمة الباشا الكلاوي التي يتولى أمورها المدعو البياز . الضحية يعرف ذلك .. ولكن من سيحرس له دوابه أثناء الجلسة ؟ فبعض الأعوان يكونون على استعداد للانقضاض عليها ، مما يحتم على الضحية أن يذعن ويتنازل والا فقد كل شيء !
وتقدر عائدات هذه التجارة على خربوش وسيديه ما بين 2000 و 3000 فرنك كل يوم . وبفضل هذه المهنة أصبح خربوش ـ الذي كان قبل 10 سنوات خادما صغيرا جدا يجوب الشوارع بقميص وسروال تبرز منه مؤخرته ـ أصبح يحوز ثروة تقدر بمليوني فرنك .
ولكم يحزننا ان هؤلاء الحماة الفرنسسين المتحضرين الذين كلفوا بنشر العدل هم من كرس هذه العادات الوحشية ومكنوا لها أسباب الاستمرار . وهي من السهولة الحد منها .. خصوصا موظفيها الذين يعملون على مبعدة ثلاثين مترا من سوق البؤس هذا … ))
مناقشة هذا المقال