Atigmedia
المصداقية والدقة في الخبر

محمد مستاوي: العملاق المتواضع في عالم الثقافة الأمازيغية .


إعداد عبد الغاني أكناو

محمد مستاوي، لا يمكن اختزاله فقط في شاعر أمازيغي .يمكن أن يطلق عليه أيضا موسوعي ،باحث وحافظ للغة والثقافة الأمازيغية التي يحبها. كأحد أبرز الأعمدة في الشعر والثقافة الأمازيغية بالمغرب، لقبه البعض بـ”محمود درويش الأمازيغ”، وهو تشبيه يبرز الإسهامات الهائلة التي قدمها لثقافته.

فقد عمل مستاوي بلا كلل لتدوين الشعر الشفوي الأمازيغي، ونقله إلى كتب تحفظ الشعر للأجيال القادمة. ذهب إلى أبعد من ذلك، حيث قام بجولات متعددة بين القرى بآلة التسجيل في يده، محافظًا بذلك على جزء كبير من ذاكرة الأمازيغ التي كانت قد ضاعت في ظل الإهمال والنسيان.

في عمله، لم يكن مجرد أديب أمازيغي بل كان مؤسسة لوحده، حيث تتجاوز إصداراته وأبحاثه الغزيرة ما يمكن أن ينجزه عشرات الباحثين في مؤسسات أكبر. لذا، هو ليس فقط رمزاً في المجتمع الأمازيغي، بل أيضًا ساهم في ترسيخ الثقافة الأمازيغية في الواقع الثقافي العالمي.

ومع كل هذه الإنجازات، بقي مستاوي رجلًا متواضعًا، لا يطلب الشهرة أو الظهور العام، ولا يسعى إلى المناصب العليا. بدلاً من ذلك، ركز على كتابة ما يراه صحيحًا، ودائمًا ما كان صادقًا وواضحًا في كلماته، حتى لو كانت تتعارض مع الرأي السائد.

مستاوي رمز للتمسك بالثقافة واللغة في مواجهة الاستيلاء الثقافي والتغيير. فقد ارتقى باللغة الأمازيغية إلى مستويات جديدة، وأثر بشكل كبير في وجدان كل مستمع، والذي جعل أشهر الفرق الموسيقية تغني بكلماته وقصائده.

من خلال جهوده ومساهماته، محمد مستاوي ساهم في إحياء الثقافة الأمازيغية وتقديمها للعالم. سيظل اسمه مرتبطًا بالأمازيغ وثقافتهم للأجيال القادمة، وسيتذكره الناس كالعملاق المتواضع الذي عمل بلا كلل للحفاظ على تراث شعبه.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.