محمد جوهري:أقل من هنيهة.
تراجعت ثقافة حقوق الإنسان، كما هي متعارف عليها دوليا ،في وطني، وأزيحت كل القيم الأمازيغية عن المشهد، كالتي تعلي من شأن “الجمعت” قبل شأن الفرد مهما علا، والتي زرعت احترام الصغير للكبير مهما بعُد ، والتي “قدست” الأرض ومنعت بيعه للأجنبي والدخيل ولو بالردع.
حافظت القبائل الأمازيغية على أنظمتها وأعرافها إلى يوم عًرّبت، على لسان ابن خلدون، فخُربت، ومازالت.
اندثر، بمفعول التعريب، البنيان القبلي، وفُكّكت أسسه إبرا إبرا وشِبْرا شبْرا.
بدْئً بالأرض الخصبة وتعريب اللسان والمجال، إلى حصر اللغة في الجبال و البيوت، وإلى بعض ز ويا أعرق البيوت…
اليوم، حان تخريب الموارد الطبيعية والباطنية وتهريبها نحو الخارج، فمن الطبيعي، وبمنطق الأشياء، فالتخريب لا يليه إلا التهريب، قبل أن يفطن النائم والمُتهوِّر فيكشف اللّعبة ويُوقف الغنية ويفضح النوايا.
تُرى، بعد ما حصل لشجرة”أرگان، التي انتقلت بغتة من شجرة معيشية إلى شجرة غابوية، وبعد تفعيل قانون113/13،واستباحة المُمتلكات بتوظيف ظهائر مجرم الحرب” ليوطي”وبعد تدمير مساحات كثيرة للصُّبار، فهل سيفطن المُستقر والأصلي ويستفيقان من سباتيهما ليتصدّيا للغازي!!! وسواء كان هذا المُخرِّب بزيّ أصليّ أو بزيّ مُزيفٍ أو بزيّ هجين.
السرقة سرقة ولو في لبوس شرعي/ديني وهُوياتي أو تحت غطاء علمي وفكري.
محمد جوهري، فاعل جمعوي.