لماذا يسعى البيجدي إلى قتل الأمازيغية في أكادير؟ بقلم عبدالله بوشطارت.
حتى نحن استغربنا تمام الإستغراب لما كتبه نائب رئيس بلدية أكادير، المكلف بالبلايك، وهو رد يشبه ما يقوم به بعض المنافقين الذين يتظاهرون أمام الناس بالصلاة، وهم لا يصلون أصلا، ويحصل في بعض المرات أن يصلي مع الجماعة وهو ليس على وضوء…مادام جل الإسلاميين يتمتعون بقدرات هائلة للممارسة النفاق السياسي والشعبوية، والتلاعب بالمعلومة، فإن ما وقع مع حادثة اسقاط حروف تيفناغ التي رسمها الدستور وصادق عليها مجلس النواب في إطار القانون التنظيمي، يعد مثالا ناصعا لخبث البيجدي وتعامله العنصري ضد اللغة الأمازيغية وجميع رموزها وخاصة حروف تيفناغ.
ما لم يفلح الحزب الاسلامي الممثل الرئيس لايديولوجية الإخوان المسلمين في المغرب، منذ سنة 2011 حين اراد بنكيران أمين عام الحزب آنذاك فرض خيار الوطنية على الأمازيغية بذل الرسمية، وفشل فشلا ذريعا امام أنظار الملك، وخرج منذ تلك اللحظة يجر معه خيبات الأمل في مواجهة صعود الأمازيغية بمعية الحليف الايديولوجي حزب الاستقلال.
إلا أن خطورة البيجدي على الهوية والثقافية الأمازيغية تتجلى في نقل الهجوم والنزعة ضد الأمازيغية من المركز إلى الجهات والاقاليم والجماعات، ومادام أنه هو الحزب الأغلبي في معظم الجماعات فإنه ينفذ مشروعه الذي يرمي إلى اقبار الأمازيغية وحرمانها من جميع فرص الترقي والصيانة والتثمين والنهوض كما يقتضي ذلك وفقا لما هو منصوص عليه في الوثيقة الدستورية.
نتسائل عن الاسباب الخفية والظاهرة التي أدت ببلدية أݣادير إلى اسقاط حروف تيفناغ من اللوحات التشويرية التي تم تثبيتها مؤخرا على أرصفة المدينة، واذا اعتبرنا أن هذه اللوحات لا تتجاوز 40 لوحة حسب ما صرح به نائب الرئيس بالرغم من أنه لم يقدم دليلا عن ذلك، ونحن نرجح ان تتجاوز ذلك العدد بكثير. ما هي أسباب ذلك، ألم تكن اسباب مرتبطة بالعنصرية والتمييز ومحاولة قتل الأمازيغية نتيجة الايديولوجية التي يتبناها الحزب في الهوية والثقافة والسياسة اللغوية، وهي سياسة تقدس العربية والعروبة وتسعى إلى إماثة التنوعات اللغوية والثقافية…
نائب الرئيس يقول أن تيفناغ ستكون على لوحات مقبلة، يعني اعتراف بالخطأ بعد ضغط الحركة الامازيغية، وعوض أن يتجه إلى إزالة اللوحات المشوهة للمدينة ولروح الهوية والتاريخ والى منظرها المرفولوجي، اتجه إلى التهديد وإلى استعراض العضلات السياسية من خلال التذكير بالمنح المالية التي تبرمجها البلدية في إطار المتعارف عليه قانونيا في جميع الجماعات الترابية بالمغرب، كأن نائب الرئيس يذكر تلك الجمعيات لشراء صمتها، وتتغاضى عن سياسة الحزب الاسلامي الأغلبي لتنفيذ برنامجه الاخواني لتفكيك المنظومة الأمازيغية في أكادير وسوس عامة، وربما ذلك ما جعل بعض تلك الجمعيات لا تصدر بلاغات وبيانات تنديدا لما حصل، إلى حد الآن. خوفا من قطع الدعم الممنوح.
إلى اليوم الحزب الاسلاموي لم نر له مشروعا ضخما ومتكاملا، يروم إلى حفظ اللغة الأمازيغية والذاكرة والتاريخ والثقافة عموما، سواء في أكادير أو في سوس التي يحكم الحزب كل جماعاته، أكثر من ذلك فقد سجل التاريخ السياسي لمدينة أݣادير أكبر فضيحة تهريب الثقافة والهوية وتشويه معالم الخصوصية الحضارية لأݣادير من خلال إعطاء أكثر من 40 اسما فلسطينيا على أزقة حي داخل المدينة…في إطار مشروع كبير يروم إلى فلسطنة أكادير وتفكيك منظومته الحضارية، بسبب العماء الايديولوجي….
أتحدى نائب الرئيس الذي قال أن اغلبية اسماء الشوارع والازقة في المدينة أمازيغية، واتحداه أن نقوم بجرد واحصاء لتلك الأسماء …ونعلن النتيجة أمام الملأ….
ليس من عادتي التحامل على البيجدي أو غيره ….ولكن من واجبي الدفاع عن اللغة الأمازيغية ورموزها في كل زمان ومكان…
ع.بوشطارت