Atigmedia
المصداقية والدقة في الخبر

لماذا لن تقوم الحرب في الصحراء؟


بقلم سدي علي ماءالعينين الطالب الباحث في قضايا التنمية بالصحراء،نونبر ،2020.
يتابع الرأي العام الوطني والدولي تداعيات ما اسمته الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب بخرق المغرب لوقف إطلاق النار بالمنطقة، وعودة الجبهة لحمل السلاح.
إلا أن كثيرين ممن يعتقدون بإمكانية قيام الحرب ضد المغرب يجهلون التطورات والتحولات التي عرفتها القوانين الدولية من التسعينات إلى اليوم:
01- إن البوليزاريو اليوم تعيش مأزقا قانونيا يجعل عودتها لحمل السلاح مستحيلة، ذلك أن المغاربة المتواجدين بتندوف و المطالبين بحق تقرير المصير، هم في وضعية قانونية شائكة،
فمن جهة أعلنوا تأسيس جمهورية بلا ارض ولا يعترف بها المنتظم الدولي المتمثل في الأمم المتحدة، لذلك لا يمكن القول بأن دولة هي الجمهورية الصحراوية ستعلن الحرب على دولة هي المملكة المغربية،
02- كما أن ساكنة تندوف يسري عليهم ما يسري على اللاجئين رغم انهم الوحيدين بالعالم الذين يتلقون المساعدات دون وجود إحصاء لعددهم، وصفة اللاجئين تجعلهم يتواجدون على أرض دولة مجاورة، و لا يحق حسب القانون الدولي للاجئين خوض حرب، اللهم حرب العصابات من داخل بلدهم الأم.
03- أما كونهم جبهة تحرير فإن تواجدهم على غير الأرض التي يطالبون بها يوقع الدولة المحتضنة طبقا للقانون الدولي في مأزق، لأن السماح للجبهة بحمل السلاح يجعل دولة الجزائر تخرق القانون الدولي ويجعلها في موقع المعتدية على جارتها المغرب بالسماح بإنطلاق الهجمات من على ترابها.
04- المخرج الوحيد عند الجبهة هو أن تنطلق هجماتها من المنطقة العازلة، وهي منطقة منزوعة السلاح بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، واي عودة لحمل السلاح من طرف واحد فيه خرق للإتفاق الذي لا يمكن أن يلغى إلا بقرار اممي، وهو ما لا يمكن حصوله في ظل قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة بالنزاع.
05- كما أن المعطيات على أرض الواقع بوجود الجدار الأمني والمنطقة منزوعة السلاح يجعل من إمكانية قيام مواجهات مباشرة أمرا مستحيلا، لأن الجبهة كي تهاجم المواقع المغربية عليها المغامرة بإجتياز الجدار الأمني المكون من جدار رملي ونفق يمنع مرور العربات والملغوم بألغام زرعت به على مسافة كيلومترات. فعن اي حرب مزعومة تتحدث قيادة الجبهة؟
06- ناهيك على أن الجبهة لا تتوفر على سلاح جوي، واي سلاح سيستعمل سيكون معروف المصدر وبالتالي ستتهم الدولة التي ستمدهم بالسلاح الجوي بتسليح اللاجئين للإعتداء على دولة علاقتها مع دول الجوار محكومة بالقانون الدولي.
07- البوليزاريو باي صفة تقدم نفسها كلاجئين او كجبهة او كجمهورية ما لم تملك أرضا لا يمكنها شن حرب من أرض غيرها،
… لذلك فلا حرب مأمولة، و ستبقى البوليزاريو تعيش عزلتها في الأراضي الجزائرية مالم تعلن الجزائر الحرب ضد المغرب وهذا ما لا يمكن أن تقدم عليه الجزائر لأنها ستتعرض لعقوبات دولية.
المغرب في أرضه وحدوده محصنة بالجيش و بالقانون الدولي، والحرب التي اعلنتها البوليزاريو هي مجرد اكذوبة لإلهاء ساكنة تندوف.
فهل تعتبرون ؟

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.