لا نريد تنمية بعجلة مثقوبة.
محمد أنجار
فاعل جمعوي
كان شغفنا كبيرا ولعابنا يسيل حينما سمعنا بالتقطيع الجهوي المتقدم الذي جعل من جماعات الأخصاص جزءا لا يتجزأ من جهة كلميم واد نون.
كان أملنا كبيرا في أن نرى التغيير.. التغيير الذي لطالما حلمنا به، ذاك الحلم الذي كان إلى يومنا هذا موشوما في الدستور على انه حق مشروع لكل مواطن مغربي.
شاءت الأقدار أن نجد أنفسنا وسط نرجسية البعض في تدبير الأمور، فالعقل لا يقبل ان تتدبر الجهة أمور الجماعات على أنها خزان انتخابي لاغير، فكيف يعقل ان يكون نصيب جماعة ايت بوفولن بالملايين فيما نصيب جماعة سيدي احساين أوعلي صفر يصفر..
ولتعلم يا من وكل نفسه راعيا لرعيته في الجهة أن ساكنة الجماعتين لا يؤمنون بمصطلح الجماعة الإدارية، فالجماعتين توأمين سياميين. وكيف تنصب نفسك طبيبا جراحا تجري عملية تقسيم التوأمين لتنقد الواحد وتنسف الآخر وتعلن انك أنجزت مهمتك على صواب..
أتحدث هنا عن جماعتين كمثال فقط، لان كل جماعات الإقليم هي جسد واحد ولن نقبل يوما أن تداوى جروحنا وتدبر أجساد جماعاتنا كأشلاء.
دعني أقول لك ما نريد.. نريد تقسيما عادلا للترواث… نريد تنمية مستدامة تقوم من منطلق الكل لا الجزء… نريد تنمية شاملة يكون فيها نصيب الكل موازيا لنصيب الجزء…
لا نريد جهة تدبر بنزعة من صوت ومن لم يصوت، وان كان البعض يدعي كون المعارضة تحاول شل التنمية ووضع “العصا فالرويضة ” فأقول لكم إن المعارضة استجابت لطلب الرافضين لمهزلة توزيع الغنائم تلك.. فلو تجرد رئيس الجهة من نزعته الانتقامية ومن انتمائه الحزبي، لكنا أول المصفقين له.
والكل يعرف أن المسؤول ومن أي موقع كان يتجرد من عقدة التفكير بمنطق ” انا مع من، ومن معي” في تسيير أمور المنطقة التي خولتها له صناديق الاقتراع… أقول صناديق الاقتراع وفقط…
ارحمونا… فلقد هرمنا من اجل هذه اللحظة… لحظة جاءتنا ببصيص أمل…أملا في التغيير نحو الأحسن… فلا تجهضوها… وتلبسوها لباس العزاء…
محمد أنجار