كتاب "الحسين بوالزيت" حول قبيلة ماست
بقلم احمد الدغرني
أصدر الحسين بوالزيت كتاب “ماست ،دينامية قبيلة امازيغية”وهو كتاب يعزز سلسلة الكتب التي تؤرخ للقبائل الأمازيغية، وهو مشروع تنبه اليه هذا الصحافي الشاب الذي هو من جيل متخرجي الدراسات الجامعية التاريخية،ومدرسة جيل شباب الحركة الثقافية الأمازيغيةMCA التي انبثقت في معظمها من شباب القبائل الذي انتقل الى المدن.وتعلم فن التعبير بالكًتابة. وسنحاول أن نسلك منهجية ترتكز على قراءة الكتاب ،وممارسة الكتابة عنه. أي تدوين ما توحي به القراءة،ونحارب الإهمال الذي يشعر به الكتاب.
من الكاتب يظهر أن سياسة تذويب القبائل في شمال افريقيا،وتشويه تاريخها،قد فشلت،لأن الأجيال الجديدة لم تخضع لبرامج التعليم المخزني الذي يفرض على التلاميذ دراسة وحفظ تاريخ وتراث قبائل الشرق الأوسط وخاصة قبيلة قريش، وهو كتاب يفتح الباب ويشجع على أن يكتب كل من يستطيع ذلك كتابة تاريخ قبيلت وهو نوع.من الكتابةالحديثة بالمغرب ينتجها الجيل الجديد الذي لايؤمن الابالواقع الموضوعي.
وكتاب قبيلة ماست ليس مجرد دراسة قبلية(فتح الباء)،تهتم بقبيلة واحدة،بل هو دراسة واسعة ومنفتحة على قبائل كثيرة مثل سجلماسةودكالةوغيرها،والى جغرافية سوس الأقصى،وكذلك الصراعات السياسية والإقتصادية، القائمة حول الثروات المائية، والرعي، والزراعة في سهل سوس الكبير،والصحراء الكبرى،كما يمتد الى تاريخ قديم يمتد الى الفنيقيين والرومان، والأدارسة، والمرابطين والموحدين والسعديين،بنظرة ومنهجية كاتب يجمع بين القديم والوعي الحاضر والمستقبل(ص20 الى34نتالكتاب)
كما تناول بعض الثورات النموذجية التي كانت ضد الموحدين والمرينيين ،والوطاسيين والبرتغال والمرابطين ،والسعديين..وانطلقت من سوس مثل ثورة ابن هود، وثورة التوزارتي،وهو كتاب يطرح الأسئلة ويجيب عنها بتواضع حسب الإمكان،ويترك للقارئ الفرصة ليفكر ويبحث عن الأجوبة مثل ماذا يعني اسم “ماست”؟
يتناول أيضا قضايا غزو العرب لسوس في زمن عقبة بن نافع،(ص24) ودخول الإسلام اليها، كما يشير الى القداسة المحلية التي ترجع الى ماقبل الإسلام، مثل أسطورة النبي يونس وتقديس حجر يونس ، وعلاقة ماست بالبرتغال… وكذلك الزوايا ودورها الديني والأضرحة وطقوسها(ص43)وامتدت الدراسة الى القبائل المجاورة مثل أكلوAglou والمدن المجاورة مثل تيزنيت ،وتارودانت…
يشغل القانون العرفي المساحة الواسعة من صفحات الكتاب حتى أمكن أن نعتبره كتابافي القانون العرفي(ص61الى ص91)وبهذا فهو ليس كتاب علم واحد، بل يمتد من التاريخ،الى القانون العرفي ، وعلم اسماء الأماكنToponymie، وكثير من معجم اللغة الأمازيغية،ليكون الكتاب مزدوج اللغة بين الأمازيغية والعربية،وهو نوع من الكتابة التي تعتمد التعددية الثقافية كوسيلة لتجاوز الثقافة الأحادية التي تسيطر على كتابا ت المتعصبين.كما انفتح الكتاب الى المثول جياMethologieودرس العقائد الشعبية حول قداسة الواد والبحر،التي ترجع الى مرحلة ديانات الإنسان القديم في شمال افريقيا(ص 111-113)
وختاما فان استمرار الكاتب في مواصلة مشروعه العلمي يفرض على القارئ واجب القرّاءة، وعلى المهمل واجب المنافسة والتصحيح لما قد يكون يستحق النقد والتصحيح للأخطاء.