“قرية المعرفة” الحقيقية التي نحلم بها… علينا أن نكون مبدعين، نعم، ولكن في إيجاد الحلول، وليس في خلق الصدف.

بقلم عبد الله بنعيسى
العبارة التي لا تزال ترن في أذني هي: “ومن الصدف أن جلسة فتح الأضرفة يوم 8 شتنبر يوم الاقتراع للانتخابات 2021”. ربما يكون صاحب هذه الفكرة مبدعًا في خلق الصدف، ولكن هل نحن فعلاً نتحدث عن صدفة؟ أم أننا نتحدث عن نمط مستمر من الإهمال والتأخير في تنفيذ المشاريع التنموية في إقليم تيزنيت؟
نحن الآن نتحمل مسؤولية كبيرة أمام سكان الإقليم وأمام الله. لا نتحدث هنا عن مشروع عادي، بل عن مشروع خصصت له أموال طائلة، وتم فتح الأضرفة، مما يعني بداية الأشغال، أين هو هذا المشروع اليوم؟ لماذا نتحدث الآن عن مشروع آخر؟ أليس من المنطقي أن نكمل ما بدأناه قبل أن نبدأ شيئًا جديدًا؟
المشروع الحالي، “قرية الرياضة والثقافة”، الذي يتطلب ربطه بالماء الصالح للشرب والكهرباء والواد الحار، سيكلف أكثر بكثير مما سيتطلبه إنجازه. هل نحن فعلاً ندرك ما نتحدث عنه؟ أم أننا نقع مرة أخرى في دوامة من الإهمال والتأخير؟
إن “قرية المعرفة” كانت مبادرة تهدف إلى خلق بيئة تعليمية متميزة، تجمع بين التعليم التقليدي والتكنولوجيا الحديثة. ولكن، كيف يمكن أن نحقق هذا الهدف إذا كانت المشاريع تظل حبيسة الأدراج؟ ما فائدة الأموال التي خصصت إذا لم تُستثمر بشكل صحيح؟
لا يمكننا أن نبني مستقبلًا مشرقًا إذا كنا نتجاهل الحاضر. لا يمكننا أن نخلق بيئة تعليمية متميزة إذا كنا نبدأ مشاريع ونتركها غير مكتملة. يجب علينا أن نكون أكثر مسؤولية وشفافية في تنفيذ المشاريع التنموية، وأن نضمن أن الأموال العامة تُستثمر بشكل صحيح.
إذا كنا نريد أن نحقق التقدم والتنمية، فعلينا أن نبدأ بتغيير هذه العادات السيئة. علينا أن نكون أكثر جدية في تنفيذ المشاريع، وأن نضمن أن كل خطوة تُتخذ تكون في مصلحة المجتمع. علينا أن نكون مبدعين، نعم، ولكن في إيجاد الحلول، وليس في خلق الصدف.
يجب أن نتذكر أن التنمية الحقيقية تبدأ من التنفيذ الجاد والشفاف للمشاريع. علينا أن نتعلم من أخطائنا، وأن نكون أكثر حزمًا في محاسبة المسؤولين عن التأخير والإهمال. فقط بهذه الطريقة يمكننا أن نبني “قرية المعرفة” الحقيقية التي نحلم بها.