فاطمة أبنسير سليلة الدشيرة هوليوود الفن الأمازيغي أو حينما تتناغم كلمة الشعر و حركة الرياضة .
بقلم محمد الرايس.
و نحن نستعين بمنظار جريدة تامغارت لاكتشاف المواهب و الكفاءات بجهة سوس ماسة درعة إلا و تستوقفنا نماذج حبلى بالعطاءات و القدرات التي حق لنا أن نفخر بها و نعتز بها و نشد على أياديها و نمد لها يد الدعم المادي و المعنوي لأنها تعكس صورة الشخصية المغربية التي لو أوليت العناية و الرعاية اللازمتين لأضحت شخوصا نقتدي بها و نضعها على قوائم التكريمات و التحفيزات لا أن نمارس عليها طلاء التمويه و التشويه و الاستصغار.
و الحال أننا نكتشف حواء بلسان أمازيغي أبدع في لغة الضاد و ناغم معها الزاي فكونت لنا شخصية فاطمة أبنسير التي نهلت الإبداع من منبع الفن الدشيرة عاصمة الروايس و المجموعات الغنائية ،منبث الكلمة و الرقص الأصيل.
تشبه فاطمة نفسها بالمحارة التي استبقت الأخريات في الظهور حتى إنها أول محارة فازت بالتمخض بدواخلها فهي دائمة التجوال في ذاتها،أهلها تكوينها الادبي في اكتساب ملكة البديع و القريض و كان أول مخاضها محارة القصيدة التي منح ميلادها لصاحبتها سعادة و رغبة ووهبت لحياتها قدسية و رهبة.
بأسلوبها البليغ و نثرها الساجع و الجنيس تعترف فاطمة أبنسير بعشقها القمر من خلال ابتسامة السماء و ما واكبه من تتبع لشعاع النور في كل تفاصيل حياتها فصار الشعر بالنسبة لها نافذة مضيئة نحو ذاتها و العالم.
برزت قدراتها الإبداعية مع أول موضوع انشاء في فصول الدراسة الذي لقي الإشادة و الثناء بالأقسام المجاورة بعدها فسح المجال لإلقاء أول قصيدة “شاعرة بلا كلمات” ببهو بلدية الدشيرة الجهادية سنة 1996 توجت على إثره فاطمة بلقب شاعرة سوس .
هكذا أضحت شاعرتنا تترجم للعالم قضايا مجتمعه شعرا كلبنة أولى في شخصيتها الإبداعية بعدها جسد الركح بعوالمه المثيرة مكنونات فاطمة التي حملت القصيدة و تناغمت معها في حوار مسرحي غير آبه بجنسية اللغة فجسد الجسد المحراب المقدس الذي صقل موهبتها كفنانة مسرحية بفرقة تكفاريناس للمسرح الأمازيغي التي استنبطت قوائم تكوينها من المدرسة الفرنسية للتعبير الجسدي (جاك لوكاك).
تجربة حضيت خلالها فاطمة بأول تجسيد تمثيلي مع دور تليلا في مسرحية تنانيت ن جانطي لتليها أدوارأخرى وتجسيدات جمة أبرزت مؤهلات سليلة هوليوود الفن الامازيغي.
فجميل طاقات فاطمة أبنسير النبع من الإحتكاك الذكوري مع اخوتها المتعددي المواهب الرياضية كممارسين هواة وكممتهنين لها .فغرفت من ماعون الفنون القتالية لدرجة السلب و الشرق فمارست الجري و كرة القدم و تموقعت في قلب الهجوم بفريق الإناث بجرف انزكان سنة 1999 .و تعترف أن تمردها لم يبلغ مداه في كرة القدم وولجت رياضة التايجتسو و انخرطت في رياضة التكواندو لتحقق لنفسها انتصارا فضوليا ووفقت في إخراج نفسها من قارورة عطر و يملأ عبقها أريج الفضاء و تثيرها رياضات قتالية من قبيل الشورنجي كمبو الناذرة و المختلفة في ممارستها فزاولتها دون تردد بعد اكتشاف لمواهبها الجياشة إلى حد الإدمان فهي عطشى للرياضة بشكل يوازي هدير الموج في البحر بل و صقلت بممارستها لرياضة الايكيدو قوامها و طوقت بها وسطها و ارتشفت إكسيرا منذ أول سقطة لها على الارض.
شاعرتنا حاملة مشعل الكلمة و الحركة تحضر حاليا للحزام الاسود لينضاف إلى نياشين التتويج و الإشادة على صدرها .
هذه المواهب و الملكات جعلت من فاطمة أبنسير عروسا جاء الفن السابع يطلب يدها خلسة من المسرح و قدم بالمناسبة مهرا لائقا و عقد القران غير أن المعاشرة الشرعية لم ترق إلى مستوى التطلع لتستنجد عروسنا بوالده المسرح إلا أنه أبى إلا أن يطلبها في بيت الطاعة و جاء قرار حصول الشقاق و نصرتها ثورتها حتى لا تصير امرأة رمادية. خرجت فاطمة من تجربتها السينيمائية بأقلام قصيرة و أخرى طويلة و بأشرطة وثائقية كممثلة و تقنية في مجال الملابس ،غنمت موهبتنا التجربة و ما زالت تبحث في دواخلها على كفاءات دفينة من قبيل الكاريزما و المبارزة بالسيف و تعلم اللغات.
بكل هذه الكفاءات و الطاقات خلقت فاطمة أبنسير فلسفة ربما تفردها فهي لا تؤمن بانصاف ذات لأخرى أو مجتمع لفرد بقدر ما تؤمن أننا نحن من ينصف ذواتنا من خلال التزامنا و ايماننا القوي بما نملك من مؤهلات و السعي إلى تحقيق الأفضل بسلاسة تماما كما النملة حين تسعى لتغيير منحاها إذا اعتراها اعتراض في الطريق لا تصر على قناعة المرور بل تغير قناعتها اتجاه المنحى و تكمل المشوار .
فهنيئا لسوس بنون نسوة من قبيل حواء هوليوود الفن الامازيغي التي استطاعت أن تناغم متتالية التسامح بين طاقات و مواهب دفينة في شخصية فاطمة ابنسير .