ع.اعمو : فقدان عبد القادر عبابو،خسارة لمنظر وناقد مسرحي مثالي، من أهم المخرجين المسرحيين المغاربة…
تلقيت زوال يوم الإثنين 20 يناير 2020 النبأ المحزن لوفاةالمشمول بعفو الله ورضاه، عبد القادر اعبابو، أحد رموز الفن المسرحي المغربي بمستشفى الرازي بمراكش بعد صراع طويل مع المرض.
وبهذه المناسبة الأليمة أعرب لأسرة الفقيد السياسية والنقابية والفنية، ولكل أقاربه وذويه، وأصدقائه ومحبيه عن أحر التعازي وخالص عبارات المواساة مقدرا فداحة الرزء في رحيل أحد أيقونات أكادير الثقافية والفكرية، الذين نذروا حياتهم لخدمة الساحة الثقافية الجهوية والإبداع المسرحي والفني بكل تفان وإخلاص ونكران ذات.
إن هذا المصاب الجلل هو خسارة لمدينة أكادير ولإهلها، حيث كانت للفقيد تجربة فنية وسياسية ونقابية وإنسانية غنية ومميزة، بلغت ذروتها في جمعية أنوار سوس للثقافة والفن ، ومن خلال إدارته لمحترف أونامير، فأبان خلال مساره الفني عن كفاءة مهنية وقدرات تدبيرية ومؤهلات نضالية قوية، جعلته من رواد المسرح الوطني وأحد كبار المؤسسين للتجربة المسرحية بسوس.
كما خسرت بلادنا منظرا وناقدا مسرحيا مثاليا، من أهم المخرجين المسرحيين المغاربة الذين ساهموا في إثراء المسرح المغربي، بنظريته التطبيقية التي تخص الإخراج المسرحي، فيما سماه بالإخراج الجدلي، أو ما يسمى بسلطة الحركة وسلطة الجدل، متأثرا في ذلك بتصورات المسرح الثالث للمسكيني الصغير. فالمسرح كان عنده فضاء إبداع ذي طبيعة واقعية اجتماعية وإيديولوجية يحمل رؤية إيجابية للعالم. وكان ذا قلب واسع في جسم مناضل حزبي صادق ومثقف ملتزم، متشبع بالمبادئ والقيم الانسانية الراسخة.
وخسارة بلادنا جسيمة كذلك في مجال الإنتاج الفكري، حيث خسرت قلما منشغلا بالمجال الفني والثقافي، بدأ الكتابة منذ سنة 1969 ونشر أول نص شعري له سنة 1982.وكان معروفا بمساهماته الفكرية بالملحق الثقافي لبيان اليوم. واهتم رحمه الله بالمجال المسرحي وبالكتابة الشعرية والنقدية. ونشرت العديد من أعماله بمجموعة من الصحف والمجلات: البيان، الميثاق الوطني، القدس العربي، مجلة قضايا تربوية. كما صدرت مجموعة من أعماله ضمن منشورات جمعية أنوار سوس. وهو عضو اتحاد كتاب المغرب منذ سنة 1985.
وإننا إذ نستحضر بهذه المناسبة المحزنة، هذا الرصيد النضالي والثقافي والفكري والإنساني، وما كان يتميز به الفقيد في مختلف المواقع النضالية، السياسية منها والنقابية، وفي مختلف محطات حياته الفكرية والإبداعية، منذ ستينات القرن العشرين، من التزام نضالي وخصال إنسانية عالية، نحيي فيه، رحمه الله، التزامه ووفاءه للقيم النضالية المثلى، ووطنيته وسمو أخلاقه وتواضعه وإنسانيته. ونرجو من العلي القدير أن يوفي الفقيد أحسن الجزاء، على ما أسدى للساحة الفنية الوطنية والجهوية من خدمات جليلة، وأن يتقبله في عداد الصالحين من عباده، ويشمله بمغفرته ورضوانه، ويسكنه فسيح جنانه.
وإذ نشاطر،أقارب الفقيد، وخصوصا أرملته السيدة السعدية وأبناءه عصام وسلوى ونزار وإخوته، ورفاقه ورفيقاته في حزب التقدم والاشتراكية،أحزانهم في هذا المصاب الأليم، الذي لا راد لقضاء الله فيه، نتوجه كذلك بجميل العزاء لتلامذته في محترف أونامير للمسرح بأكادير ولزملائه بجمعية أنوار سوس للثقافة والفن ولأعضاء نقابة الفنانين واتحاد كتاب المغرب، ونسأل الله عز وجل أن يلهم أسرته الفنية والسياسية وأقرباءه وذويه جميل الصبر وحسن العزاء.
وإنا لله وإنا إليه راجعون.
عبد اللطيف أعمو