Atigmedia
المصداقية والدقة في الخبر

عودة إلى مهرجان اللوز بتافراوت… التنمية لها أبعاد…..و التنشيط فيه وفيه….!

مبروك علينا عودة القائمين على الشان المحلي بمدينة تافراوت إلى سياسة المهرجانات لإلهاء المواطنين وابعادهم عن الاهتمام بقضاياهم الحقيقية في التنمية… ؛

يحدث هذا في ظل ما تعانيه المنطقة من استمرار تعثر وغياب المشاريع الحيوية للساكنة على مستوى الاحتياجات الملحة من التطبيب ، العلاج والتنقل ناهيك عن الوضعية المزرية للطرق ، و في و قت تعيش فيه مدينة تافراوت والجماعات التابعة لها من أزمات خانقة على مستويات الصحة والبنية التحتية الطرقية إضافة إلى ما تعانيه ،طيلة السنة ، مع معضلة الماء الصالح للشرب ..؛
أمام هذا الوضع المقلق ، وعوض ان يتحمل المسؤولون الإقليميون المحليون والجماعيون مسؤوليتهم التاريخية لمعالجة الوضع ، يلجؤون كالعادة ، إلى المقاربة الفولكلورية لتنويم الساكنة ، لدرجة يبدو معها وكأن هذه الحالة” التنشيطية ” أصبحت قدرا مكتوبا على جبين أهل تافراوت .!
والخطير أن المتتبع للشأن المحلي سيلاحظ أن التوجه الفلكلوري الطاغي على هذه التظاهرات يفقد هذه الأخيرة طابعها الجمعوي الثقافي و التضامني الذي يعد من أهم أهدافه الحفاظ ، تنمية وإبراز الثراث المادي واللامادي للمنطقة ؛
ان سياسة النشاط من أجل النشاط والمقاربة المبنية على تنظيم المهرجانات التي لا تراعي الوضعية المعاشة لساكنة المدينة و الغير مدروسة التوقيت والغير محددة الأهداف ، او التي تبقى مراميها هي ، بالدرجة الأولى، التدجين والإلهاء ،إن كل ذلك يدخل في خانة التدجين الجمعوي و التضليل السياسي….!
إننا لسا ضد الترفيه خلال ايام العطلة الصيفية ولا ضد الأنشطة الثقافية المتنوعة الهادفة ؛ كما أننا لسنا ضد تنظيم الدوريات الرياضية والفعاليات الفلاحية / التجارية التي من شأنها أن تساهم في تنمية المنطقة وإشعاعها والتي هي في نفس الوقت مناسبة للفلاحين والتجار الصغار لتسويق منتجاتهم المجالية المحلية والتعريف بانواع المنتجات التقليدية والبيو – فلاحية المختلفة التي تتميز بها المنطقة ..؛
ولكننا نرفض ، بالمقابل، ان تكون هي العملة الوحيدة السائدة على حساب النهوض بوعي الساكنة بحقوقها في الأرض والثروة وبضرورة مواجهتها لمخططات الرعي الجائر ، الترامي على الأراضي والتحفيظ الجماعي الملغوم ….؛
كما نعارض ، و بشدة ، سياسة البهرجة الفجة واختزال التنشيط الفني والثقافي في الأمسيات الغنائية التي لا تنتهي والمهرجانات التي تتنافى مع ما يقع على أرض الواقع والخالية من كل إبداع فني- ثقافي تربوي / ترفيهي هادف، في تعارض تام مع ما تتطلبه توعية الشباب بخطورة التهميش والإقصاء الذي تتعرض له المنطقة على كل المستويات..
هذا وردا على الذين يدافعون على أن مهرجان اللوز سيحرك عجلة التنمية الاقتصادية والسياحية ، نقول :
لا شك تافراوت و إقليم تزنيت عموما يتوفر على ثروات طبيعية مهمة ومؤهلات سياحية هائلة ، يمكنها أن تشكل أرضية خصبة لانطلاق نهضة تنموية شاملة لساكنة هذه المناطق ومن شأنها أيضا إخراج ساكنتها من براثن الفقر العزلة والتهميش….؛
غير أنه ومع الاسف الشديد ، فإن هذا المعطى أخذ اتجاها معاكسا لتطلعات ساكنة الإقليم… فبعد أن تبخرت الوعود الإنتخابية ، ظهرت النوايا الحقيقية لمسؤولي المنطقة حيث بدأت الرخص التعدينية تتقاطر وشركات التنقيب الكبرى تلهث لاستنزاف الثروات الباطنية بما فيها المعادن و الفرشة المائية ، وخاصة بدائرة تافراوت ، دون مراعاة لحقوق الساكنة في الوجود و دون أدنى اعتبار لمخاطر هذه الآفات على حياة المواطنين أولا ، على الفرشة المائية ثانيا و على البيئة أخيرا …؛
كما أن المقاربة الاستغلالية للتنمية والسياسة الاحتقارية اتجاه الساكنة المستقرة لم تسمح باستثمار هذه المعطيات الطبيعية لصالح المواطن وتوجيها في الاتجاه الصحيح بل دفعت بالمنطقة الى الانغماس أكثر في عالم الإقصاء والتهميش والابتعاد عن تحقيق شروط التنمية الإقتصادية المنشودة مما أعطى وضعا كارثيا على مستوى قطاعات الصحة ،التعليم والبنية التحتيةالطرقية؛
ولعل فشل وتعثر اغلب المشاريع بالمنطقة ، التحايل والتماطل في تنزيل مشروع بناء مستشفى محلي بتافراوت ، إقبار مشاريع طرقية مهمة (1929) ، التماطل في تنزيل اخرى ( 104 ، 107..الخ) ومحاولة تمرير التحديد الغابوي الظالم والتحفيظ الجماعي الملغوم بآملن ( قلب تافراوت ) أضف إلى ذلك ما تتعرض له ساكنة المدينة من خصاص مهول في الماء الصالح للشرب في ظل غياب الحلول الجذرية وتعثر أشباه المشاريع المثيرة للجدل، من قبيل برنامج تزويد تافراوت بالماء انطلاقا من تيغراسن … !؟..؛
إن كل ذلك لدليل صارخ على أن مدينة تافراوت ، المدينة الجميلة ، جوهرة الجنوب ، مسقط رآس الوزراء ، المدينة التي يتحكم البعض من رجالاتها في دواليب السياسة ، المال والاعمال بقطاعات حيوية بالمغرب ، مدينة القصور والفيلات الفارهة، ما زال اهلها وآاسفاه يعيشون تحت رحمة لدغة العقارب وسموم الآفاعي والضربات القاتلة للخنزير البري …؛
مدينة يقصد فيها المواطنون المستشفى او شبه المستوصف فلا يجدون لا دواء ولا مسعف بل الإحتقار، التسويف ،الإهانة، الإنتظار القاتل واخيرا وفي أحسن الأحوال التصدير إلى تزنيت أو آكادير…هذا إذا لم… .؟!
وليكن في علم اولياء الأمر وكل من يطبل لمهرجانات البهرجة والإلهاء ، أن تافراوت لم تعد ، والحالة هاته ، في حاجة لمزيد من الإحتفالات والإستعراضات الفولكلورية ، كما أنها ليست في حاجة للتطبيل لما يسمى بآبناء البلدة الذين تنكروا لأوصولهم وصاروا وبالا على المدينة وساكنتها….؛

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.