Atigmedia
المصداقية والدقة في الخبر

عميد كلية الآداب بمكناس يتحدى الدستور ويرفض تدريس اللغة الأمازيغية

 

  • الكاتب : الحسن باكريم

بعد فتح شعب ومسالك لتدريس اللغة الأمازيغية بعدد من كليات المغرب، اللغة الرسمية في دستور المملكة إلى جانب اللغة العربية، أبى عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمكناس، المحسوب على حزب العدالة والتنمية، إلا أن يعاكس هذا الاتجاه متجاهلا عددا من المرجعيات (الخطب الملكية السامية، ظهير أجدير، دستور 2011) التي أسست عليها هذه الكليات شعبا ومسالك لتدريس اللغة الأمازيغية، ومصرا على رفض تأسيس الشعبة الأمازيغية في كلية الآداب في مؤسسته، حسب مصادر الجريدة.

وقالت مصادر الجريدة من داخل الكلية إن العميد سبق له أن رفض مشروعا تقدم به أستاذ ينتمي إلى نفس الكلية واشتغل في الجامعة منذ أكثر من 36سنة، يتعلق بخلق مسلك الدراسات الأمازيغية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية مكناس، وبرر العميد رفضه بدعوى أن الأستاذ يسكن بمدينة صفرو.

ورغم موافقة رئيس شعبة اللغة العربية المحتضنة لمسلك الدراسات الأمازيغية، محمد العمري، تضيف المصادر، ورغم أن الملف الوصفي الذي قدمه الأستاذ المعني هو نفسه المعتمد وطنيا وفي كلية الآداب سايس، ورغم إرفاقه الملف الوصفي بشهادات التزام السادة الأساتذة من مختلف الشعب بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بنفس الكلية وباحثين من المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، الذي تربطه اتفاقية شراكة مع كلية الآداب والعلوم الإنسانية مكناس، وشعبة اللغة الأمازيغية بكلية الآداب سايس، ورغم أن عناصر القوة التي يتوافر عليه المشروع المذكور، فإن عميد الكلية يتشبث برأيه ويعرقل خلق مسلك الدراسات الأمازيغية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية مكناس.

وفي هذا الصدد قال الأستاذ محند الركيك للجريدة، وهو أستاذ التعليم العالي (اللسانيات المقارنة والترجمة) ورئيس سابق لشعبة اللغة الأمازيغية وآدابها، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية سايس- فاس، ومشرف ومؤطر ومناقش للعديد من رسائل الدكتوراه والماستر، أنه طلب نقل منصبه المالي المدعوم بملف طبي من فاس الى مكناس، بإيعاز من عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية مكناس الذي طلب منه مرات عديدة في مكتبه الانتقال بمنصبه المالي إلى مكناس، ورغم أنه صرح في أكثر من مناسبة، أخرها بمناسبة تنصيبه عميدا للولاية الثانية، أن خلق مسلكي اللغة الأمازيغية وعلم النفس جزء من مشروعه، ورغم كل هذا الكلام المعسول، فقد نكث وعده يؤكد محند الركيك، بل رد عليه مؤخرا في مكالمة هاتفية، قائلا “الكلية ليست في حاجة إلى مسلك اللغة الأمازيغية، أنت تنتمي إلى شعبة اللغة الأمازيغية، وهي غير موجودة في مؤسستي، حتى اللغة الإسبانية سنقوم بإغلاقها بسبب ضعف التسجيل فيها“.

وأضاف محند الرڱيڱ أن العميد أدرك نيته في فتح شعبة اللغة الأمازيغية، رفض استقباله في مكتبه، ولهذا السبب هاتفه ورد عليه مؤكدا رفضه فتح هذه الشعبة.

وزاد موضحا أن عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية حاول منذ البداية تحميل المسؤولية إلى رئيس الجامعة مؤكدا له في مكتبه أن المتحكم في المناصب المالية هو رئيس الجامعة، وأضاف قائلا له “لو أراد رئيس الجامعة خلق شعبة اللغة الأمازيغية لخصص لها مناصب مالية كما فعل مع الكلية متعددة التخصصات بالراشيدية، حيث خصص مناصب مهمة لمسلكي الإنجليزية والاقتصاد“.

وأكد الأستاذ محند الركيك أن رفض العميد لمنصبه المالي ولانتقاله إلى كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمكناس، أسقط عنه القناع، وتبين أنه يحارب خلق شعبة اللغة الأمازيغية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمكناس، التي أسست فيها شعبة اللغة الأمازيغية منذ أكثر من 10 سنوات.

وأوضح الأستاذ الجامعي بمكناس أن رئيس الجامعة لا يعارض خلق شعبة اللغة الأمازيغية، وسبق له أن أعلن يوم 14 أكتوبر2017 بمعهد مولاي رشيد بالمعمورة، بحضور الوزير السابق حصاد والوزير الحالي سعيد أمزازي، قراره فتح شعبة اللغة الأمازيغية بجامعة مولاي إسماعيل.

وذكر الركيك أن تأسيس أول مسلك للدراسات الأمازيغية كان سنة 2007 بجامعة ابن زهر بأكادير، وفي السنة الموالية 2008 تأسس نفس المسلك بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس بكلية الآداب والعلوم الإنسانية سايس، ثم بعدها بجامعة الحسن الأول بوجدة.

وكان الهدف تحقيق العدالة المجالية وتقريب الشعب للساكنة الأمازيغية والناطقة بالعربية، حيث لوحظ إقبال طلبة غير ناطقين بالأمازيغية على التسجيل في الشعب الأمازيغية، اعتبارا لكون هذا الورش يهم جميع المغاربة، واستنادا للخطب الملكية السامية التي تعتبر الأمازيغية مسؤولية جميع المغاربة، ولهذا الغرض تأسست شعب أمازيغية في الناظور والدار البيضاء، وقريبا ستخلق شعب أخرى في تطوان ومؤسسات جامعية أخرى.

ويمكن اختزال المرجعيات التي استند إليها ورش إدماج الشعب الأمازيغية في الجامعات المغربية، يفيد الأستاذ محند الركيك، في الإرادة الملكية السامية في إعادة الاعتبار للأمازيغية وإنصافها لغة وثقافة التي شكلت عنوانا بارزا للعهد للجديد، والتي عبر عنها في العديد من الخطب السامية؛ منها خطاب العرش السامي بتاريخ 30 يوليو2001، وخطاب أجدير التاريخي بتاريخ 17 أكتوبر من نفس السنة، وكذا خطاب المرحوم الملك الحسن الثاني، الذي ألقاه بمناسبة ثورة الملك والشعب 20غشت 1994، بالإضافة الى مقتضيات الظهير الشريف المحدث والمنظم للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، وإلى دستور 2011، الذي أعتبر الأمازيغية لغة رسمية إلى جانب اللغة العربية، هذه هي أهم المرجعيات التي استندت إليها الجامعات التي قررت إدماج الشعب والمسالك الأمازيغية، والتي ضرب بها عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمكناس عرض الحائط رافضا فتح شعبة للغة الأمازيغية بهذه المدينة ذات الدلالة التاريخية.

 

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.